نشكر الزميل سليمان الخالدي ووكالة رويترز على اعادة تصويب مسيرة الانسان الفلسطيني عامة وتصويب مسيرتي الشخصية ثانيا بعد ان قضيت قرابة الخمسين عاما منحرف البصر عن حل القضية الفلسطينية واعتذر من ابنائي على تعليمهم مفاهيم خاطئة حسب نظرية رويترز والخالدي .

فطوال عمري وانا موقن ان مطالب الفلسطيني في كل البقاع هو تحرير التراب الفلسطيني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف و الحق هو حق العودة والتعويض وحقه في المقاومة الى ان يكتمل المشروع الوطني الفلسطيني , ولم اكن لجهلي اعلم ان الحل وعدمه كان في عدم دخولي الفرقة 12 او باقي الوية وكتائب القوات المسلحة الاردنية التي ما زالت وحدها تحمل شرف الجيش العربي .

ولشدة جهلي ايقنت خلال هذا العمر ان المحافظة على الاقصى والقدس كان بالمقاومة المدعومة من كل الاشقاء والعالم الحر ولم اكن اعلم ان المحافظة على الاقصى ووقف بناء المستوطنات كان يتطلب عددا يزيد عن او يساوي نصف مقاعد مجلس النواب الاردني , وان ازالة الحواجز يكفيها مجموعة من الامناء العامين في الوزارات الاردنية .

وخلال هذا العمر لم اعرف ان سبب ضياع فلسطين كان بهزيمة تيار الديجتال والليبراليون الجدد او احد رموزهم .

طوال هذا العمر , لم اقرأ ان وكالة رويترز تحدثت عن حق الفلسطيني في المقاومة وحقه في العودة او ادانت الاحتلال الوحشي او طالب محرروها الكثر وعلى رأسهم الزميل الخالدي بإنصاف الشعب الذي تعرض لاقصى صنوف القتل والتشريد ولم نسمع ان رويتر وقفت ضد القصف الهمجي على غزة او شارك مراسلوها حتى في مسيرة واحدة تندد بالعدوان ولو من باب التغطية الايجابية .

اما الاصلاح والحديث عنه في التشكيل الحكومي والحياة السياسية فهو يتناقض تماما مع ما قدمته النظرية الجديدة في علوم الاصلاح حسب رويترز والخالدي فالنظرية الاصلاحية تتحدث عن المواطنة وليس عن الاصول والمنابت او مساقط الرأس , فالاصلاح يبدأ مع اعتماد معايير النزاهة والكفاءة لتولي المنصب ولو كان الفريق كله من قرية او محافظة واحدة , وللتاريخ فإن وجود شخصيات مثل رجائي المعشر ابن صالح المعشر ووجود توفيق كريشان وموسى المعايطة تمنحني ثقة كبيرة في التمثيل كمواطن عربي اردني وكذلك جمال الشمايلة وموقن ان ياسر ابو هلالة كتب عني في ذكرى الحرب على غزة .

فالاصلاح من الصلاح وليس من الاصول والمنبت ولو كان مجلس النواب على شاكلة محمد فارس الطراونة ومصطفى الحمارنة فإنه يمثلني تماما .

والرمزية الوطنية تفقد كل رمزيتها اذا وصفت او تم التعريف عليها بأنها من ذاك المنبت او ذالك , لأن الاصل في الرمزية انها لا تفرّق بل تجمع , فالسياسي او الاعلامي او الحزبي الذي يقسم المجتمع على مجموع مكوناته يخرج من دائرة التمثيل والرمزية .

اعلم يقينا ان الحق الفلسطيني هو في فلسطين وفي تحريرها واستقلالها وزوال الحصار عن غزة ومد يد العون لها وهي تتمزق تحت انفلونزا الخنازير وانفلونزا التقسيم والتحليل العبثي الذي ينقل الحرب الى غير ساحتها , فالاردن المبني على الضم ايها الزميل لا يعرف القسمة ولم يعرفها الا عبر مجموعة تعرفها جيدا وتذكرها انت بكل خير هي واخرين ممن كانت امجادهم الشخصية لا تبنى الا على اوجاع ابن فلسطين وابن الاردن , اما الكثرة التي لا تعرفها فهي ما زالت مؤمنة بما قاله سليمان عرار رحمه الله كلنا فلسطينيون من اجل فلسطين وكلنا اردنيون من اجل الاردن .

الاصلاح ليس حسبة رقمية لعدد الوزراء من هذا الطيف او من ذاك بل من مجموع هذه الاطياف من اجل الاردن والانسان الاردني لان قوة الاردن ومنعته قوة لفلسطين واهلها الذين ما زالوا يحملون مفاتيح منازلهم وقواشين اراضيهم .

وللتذكير نعيد تذكيرك بما قاله الشاعر مظفر النواب بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة , وبوصلتنا جميعا تشير الى هناك .

فلسطين بحاجة الى دعم مقاومتها ودعم مشروع اهلها في الحرية والاستقلال وليس الى شيئ اخر سوى قوة الاردن ومنعته ووحدة اهله وارضه .