فاجأ جلالة الملك مجموعة من المشاركين في جامعة اليرموك بأحد النشاطات ضمن برنامج انهض الذي أطلق مؤخرا ويستهدف تمكين الشباب اقتصاديا.
الملك قدم في كلماته خلال دقائق بسيطة توصيفاً دقيقاً لأبرز التحديات التي نواجهها اليوم يتقدمها مسألة المشاركة السياسية والحاجة لوجود تيارات سياسية تمثل مختلف التوجهات السياسية يمينا ويسارا ووسطا وبالتالي وجود أحزاب وكتل او تكتلات برلمانية تتصدى لهذه الغاية وعند الحديث عن الكتل البرلمانية لعل الملك قدم تصورا فيه نقدا بناءً ومتقدم لواقع معظم كتل موجودة في البرلمان اليوم والمشكلة الرئيسية لديهم عدم الالتقاء فكريا ضمن تيار سياسي واحد فكيف سيقدمون اداء سياسياً موحداً أو برنامجا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا لأنه من غير الممكن لهم أن يتفقوا على ذلك بسبب اختلافهم الفكري واختلاف توجهاتهم وتياراتهم السياسية.
الملك بعبارة أدق يريد القول إن الكتل البرلمانية تلك لا تمثل ثقلا سياسيا هذا طبعا في ظل وصول غالبية أعضاء البرلمان بالعمل الفردي وفي ذلك رسالة أخرى للشباب في الانتخابات المقبلة أن يتوجهوا لدعم البرامج الانتخابية وليس الأفراد.
الملك بعبارات أخرى قال إنه ما يزال يتبنى خيار دعم وجود شباب في مواقع المسؤولية فجلالته يعرف كفاءة ما يزخر به الوطن من هذه الكفاءات التي تنتظر ان يتم تمكينها لأخذ زمام المبادرة.
بقي أن نقول إن الملك تحدث بعفوية كل شاب أردني وهذا يدلل ان جلالته يعلم ادق التفاصيل عن كل التحديات ولعل الملك في لقاء اليرموك قدم أيضا نقدا للسياسات الاقتصادية الماضية والتي ما زالت تشكل عائقا امام الشباب الأردني واهم عناصرها نسب الضرائب والجمارك العالية التي تحد من النشاط الاقتصادي امام الشباب وامام طموحهم في بناء مشاريع اقتصادية صغيرة ومتوسطة رفعت كل الحكومات المتعاقبة شعار دعمها ودعم توجيه الشباب إليها، لكن إذا تحدثنا بانصاف فإن ما قامت وتقوم به هذه الحكومة وتحديدا خطة التحفيز الاقتصادي في الأشهر الأخير? احدثا فرقا على الأرض بابجابية كبيرة تجاه المواطن.
ختاما اعتقد ان ثمة رسائل في زيارات الملك لمراكز الجامعات في الأيام الأخيرة وهو التأكيد على دور جامعاتنا في بناء وتغيير ثقافات الاجيال القادمة بما يخدم الوطن وهذا يعني أيضا ضرورة الالتفات لهذه الجامعات التي تعاني من تحديات تؤخرها عن القيام بهذا الدور بالشكل المأمول.
(الرأي)