facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




استنســاخ الحالــة العراقيــة وتعميمهـــا على لبنـــان وفلسطيـــن


مصطفى ابولبده
28-05-2007 03:00 AM

دخلنـــا مرحلــة الحــرب المذهبيــة البــاردة.. طويلـــة الأمــــدواضح أن الادارة الامريكية قد وجدت الحلّ البديل لخروجها من العراق، وبدأت تنفيذ هذا الحل البديل انطلاقاً من لبنان.
فالتزامن بين احداث مخيم نهر البارد وبين تسريع إقامة المحكمة الدولية، لا يمكن إلا ان يؤدي لانفجار كبير يتجاوز حدود لبنان ليشكل أزمة إقليمية من النوع والحجم القادر على إبعاد الكاميرات عن العراق وتخفيف الضغوط عن واشنطن وعن الحزب الجمهوري في فترة السنة المتبقية على الانتخابات الرئاسية.
لم يكن وارداً في ذهن الجمهوريين او الديمقراطيين أن ينسحبوا من العراق بالشكل الذي يتصوره الناس. فواشنطن لم تدفع كل هذه الأحوال والأرواح من أجل ان تكتفي باسقاط صدام حسين ثم تغادر. فهي لا تريد الانسحاب اساساً وانما الخروج من الشوارع والانتقال للمرابطة في القواعد الست او الثماني الدائمة التي أقامتها في مختلف انحاء العراق.
وحتى تخرج القوات الامريكية من الشوارع بدون ان يبدو الأمر كهزيمة، فقد حاولت واشنطن أن تستقصي عدة إجراءات لكنها فشلت. ولذلك أقرّ الحزبان، قبل أيام، فاتورة الاستمرار بالوضع الحالي واعترفا بأن الوجود الايراني في العراق مسألة ليس بالامكان كسرها وأن أقصى ما يمكن عمله هناك هو احتواء الورقة الايرانية... ليس مواجهتها وضربها وانما مجرد احتوائها CONTAINMENT.
وصول الادارة الامريكية الى هذه القناعة، هو الذي أجبرها على أن تعيد النظر بأشياء كثيرة من التي اعتمدتها ونفذتها خلال السنوات الأربع الماضية... وهذا هو ما يسميه المحلل الصحفي سيمور هيرش ب¯ "إعادة التوجيه" للاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط THE REDIRECTION.

فهو ينقل، في تحليل موسع بمجلة نيويوركر قناعات عريضة من داخل واشنطن بأن المراجعة التي جرت خلال الاشهر القليلة الماضية انتهت الى اعتماد برنامج جديد في الشرق الأوسط يقوم على محورين:

- الأول تشجيع الانطباع بأن المواجهة مع ايران اصبحت قريبة. مطلوب توسيع الحكي في هذا الموضوع, لكن المواجهة الحقيقية كما يراها البنتاغون غير واردة. المهم هو تكثيف الغبار الاعلامي بهذا الاتجاه لأن هذا سيوسع حالة الاستقطاب الاقليمية بين دول السنة ودول الشيعة.

- المحور الثاني الرئيسي كما يحدده سيمور هيرش نقلاً عن عديد الجهات المختصة, هو توسيع وتأجيج الصراع المذهبي بين السنة والشيعة وهو ما يسميه مارتن انديك (مسؤول ملف الشرق الاوسط في عهد كلينتون) بأنه الحرب الباردة بين السنة والشيعة.....

الحروب الباردة بطبيعتها طويلة الأمد, فكيف إذا كانت تجربة أولى من نوعها, أطرافها مذاهب دينية من النوع الذي يسهل تأجيجه وتسخينه الى درجة الغليان الأعمى؟
ولذلك فان النظر والتعاطي مع ما يجري في نهر البارد من مواجهة بين غلاة السنّة وبين الجيش اللبناني،انما يتم الآن بأقصى درجات القلق. فخلال اليومين الماضيين صنّفت جماعة "فتح الاسلام" هذه المواجهة بأنها مع (النصارى) ومع من وصفتهم بأنهم حلفاء ايران الشيعية أي أنها اعطت للاشتباك طابعاً دينياً وآخر طائفياً.
ثم دخل حزب الله في صلب الاشتباك عندما اعتبر أن المخيم خط أحمر كما هو الجيش اللبناني خط أحمر. وكان طبيعياً ان تتوسع دائرة الحرب الباردة هذه، بدخول الدروز والميليشيات الطائفية الأخرى، ليصبح الوضع اللبناني العام جاهزاً للحرب الاهلية في صورة مماثلة للحرب الاهلية العراقية وكأنها استنساخ للأزمة في المختبرات السياسية المعتمة.
الوضع الفلسطيني بين حماس وفتح لا يبدو مختلفاً كثيراً عن حالة الحرب الباردة التي يجري تعميمها الآن في المنطقة كلها.. هي في العراق ولبنان مواجهات تكتسب بعمق الصفة الطائفية. وهي في فلسطين - كما يراها الكثيرون - قريبة جداً من هذا التقاطع المذهبي, لكن بالفاظ وشعارات سياسية من النوع الذي تفضل وزيرة الخارجية الأمريكية أن تصفه بأنه مواجهة بين الاعتدال والتطرف.
إذا قدّر للأزمة اللبنانية أن تتفاقم, وكل الشواهد تؤكد ذلك، فان مرحلة جديدة من الحرب الباردة ستستوعب المنطقة كلّها على قاعدة الفرز الطائفي الذي بطبيعته طويل الأمد، غير عقلاني ويمكن له أن يفضي الى تقسيم الدول والى ما هو أسوأ.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :