يطلق المسؤولون تصريحات في اتجاهات مختلفة ، بعضها في مكانه ، لكن الكثير منها لا يشتريه عامة الناس فضلا" عن خواصهم المتابعين .
أكتب اليوم في هذا نتيجة صدمتي بتصريحات لمسؤولين ما كان لهم أن يطلقوها لأنها فاقعة لا تسر الناظرين ولا المستمعين بل فيها استهتار بعقول الناس وهم الشعب الذي تكاد تختفي فيه صفة الأمية !!! . مسؤول يقول : إن مستوى العلاجات الطبية في الأردن لا يجدها الأوروبي !! وآخر يقول : ان مستوى التعليم في ارتفاع مستمر !! . انها تصريحات لا يسندها دليل أو شبهة دليل بل هي إطلاق للكلام على عواهنه، وربما تبنى هذا المتحدث المسؤول عبارة : الكلام ما عليه جمارك !! اولا" لا يتمتع كل الأردنيين بالتأمين الصحي ، فهناك شريحة لا يستهان بها خارج التأمين . والذين معهم بطاقات التأمين يتراكمون طوابير في المستشفيات مما يدفع الأطباء الى سلق المعاينة كي ينهي عمله ويستعرض الجميع الذين هم فوق طاقته . وحينما يغادر المريض إلى الصيدلية فربما وجد الدواء وفي الغالب لا يجده وبخاصة العلاج الفعال وليس المسكنات . وأقول عن نفسي وانا حمل بطاقة تأمين وزير فلطالما قيل لي أن هذا الدواء غير مشمول أو هذا غير متوفر فكيف بمن بطاقته درجة ثالثة ؟؟ .
أما حكاية التعليم الذي يزداد رقيا" فهذا حقلي منذ عام ١٩٧٦ حيث راقبت وأراقب هبوط المنحنى التعليمي باستمرار بدءا" من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالدراسات العليا التي أعمل فيها . وإنني أرى أمية اللغة العربية وغياب الخط والإملاء والجهل المطبق بالنحو ناهيك عن البلاغة والأدب والشعر مما ولد جيلا" لا يفهم كتاب الله الناطق بالعربية !! ويستمر جهلهم باللغة حتى وصولهم مرحلة الدكتوراة حيث نستخرج من رسائلهم البلاوي التي تقض مشاعر سيبويه ونفطويه والمتنبي والمعري وطه والعقاد . سألت طلابي : يقول بعضهم ان حليب الجمال يساعد في الشفاء من السرطان فما رأيكم ؟ فصار الطلاب بين مؤيد ومعارض ونسوا جميعا" أن الجمال ليس لها حليب حيث لا يعرف طلابنا الفرق بين الجمل والناقة.
وحدث ولا حرج عن وضع الهيئة التدريسية التي تسللت للجامعات عبر فيتامين ( واو) أو عبر ( ألو) مما دمر الجامعات والتي زاد دمارها بهبوط رؤساء على الجامعات لا يفقهون في الإدارة ولا يحملون رؤى نهضوية .
أيها المسؤولون : نرجو أن تتوقفوا عن التصريحات غير الدقيقة حفاظا" على قدسية الكلمة ومكانتكم الإدارية التي تتطلب وجود الهيبة والمصداقية .
اخترت تصريحين رغم التصريحات السياسية والوعود المستقبلية التي كانت تعدنا بالسمن والعسل بعد مغادرة عنق الزجاجة أو بعد وصولنا إلى منتصف العام وهكذا في وعود هوائية لا قيمة لها ولا سند .