المساواة تنمية: التشابه بين الطبقات في أسلوب الحياةابراهيم غرايبة
25-12-2019 12:11 AM
لا نحتاج لجسر كثير من الفجوات الاجتماعية بين الطبقات الاجتماعية إلى مساواتها في الدخل، فذلك أمر مستحيل، يكفي أن تساعد الدولة والمجتمعات والمنظمات الاجتماعية المواطنين على التقدم في العمل والحياة وتوفر لهم فرصا عادلة ومتساوية في التعليم والصحة والعمل، ولا بدّ أن يحدث بعد ذلك تفاوت في الدخل والفرص والأعمال، لكن يمكن تقليل إن لم يكن إلغاء الفجوة الاجتماعية بين الطبقات من خلال دعم وتشجيع أسلوب حياة يتشابه فيه المواطنون جميعا بمختلف طبقاتهم ومستوى دخولهم. وقد كانت الطبقة الوسطى على الدوام دليل الفقراء والأغنياء معا لبناء نموذج سائد في أسلوب الحياة يجمع بين المواطنين، وليس صعبا استعادة الدور الريادي للطبقة الوسطى، ولكن يمكن أيضا من خلال التشريعات والمؤسسات التعليمية صياغة وتكريس أسلوب حياة وثقافة مجتمعية تجمع بين المواطنين جميعا، وفي ذلك يمكن بناء تماسك اجتماعي للأمم والأفراد، وزيادة مستوى الثقة في العمل والحياة بين المواطنين بعضهم بعضا وبين المواطنين والمؤسسات، وتلافي الانقسام الاجتماعي والشعور بالإقصاء والتهميش أو الاستعلاء والتميز، ففي ظل الشعور الكاسح بعدم المساواة تنشأ حالات وظواهر خطيرة، مثل الخروج من المجتمعات والخروج عليها، وعجز النخب عن قيادة وإلهام المجتمعات والأفراد، وانحسار أو عجز القيادات الاجتماعية، لتصعد في المجتمعات والطبقات والمدن قيادات غاضبة واحتجاجية أو فوضوية، أو تتقدم قيادات جديدة من غير مؤهلات وإمكانيات للتأثير الإيجابي، ولا يمكن بطبيعة الحال الحديث عن تيارات سياسية واجتماعية تتجادل وتتنافس في المجال العام من غير تشابه في أسلوب الحياة، فهذا التشابه هو الذي ينشئ الأسئلة والأفكار والتطلعات. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة