انفض سامر الذهبي وحان سامر سمير
13-12-2009 12:52 PM
" أجمل من في الوطن من يعمل لوطن أجمل " .
كالعادة يطبق ناسنا مقولة الناس في زمن العرب القديم ، حيث قال حكيمهم .." ذهب الناس الى من عنده ذهب ، ومن ليس عنده ذهب ، فعنه الناس قد ذهبوا " ، أقولها بعدما أنفض سامر الرئيس نادر الذهبي الذي لم يسجل إنه أعطى ليأخذ ، ما جعل الطفيليون يوجهون سهامهم نحوه لأهداف خاصة ، و كان البعض يماكحونه ، ويتصيدون أخطاء وزراءه للنيل من شخصه المتواضع ولسانه الدافىء ، الذي لم نسمع منه شخصيا أي اتهام أو وعيد لأحد ، طيلة عامين قضاهما في أعمال رأب الصدع الضارب في جدار وزارته التي كانت مسرحا لتجاذبات ومعارك قوى ، ليس للرجل فيها خيط ولا إبرة ، وحسبه إن الملك حينما اختاره لثقته ، كان مفاجأة لشقيقه مدير المخابرات السابق الفريق محمد الذهبي ، و للدكتور باسم عوض الله رئيس الديوان السابق أيضا ، دون الحاجة للخوض في تفاصيل ، ستجر اللحن المعتاد في سيمفونية التكذيب والتشكيك والخوض في مخاضة بان يباس طينها مبكرا .
اليوم و بعد ان وضعت حكومة الذهبي أوزارها ورمى نادر باشا عصا الرئاسة لا نجد أصدق من الكلمات التي تشهد لهذا الرجل بسعة صدره وقوة احتماله ونزاهة مسيرته الشخصية ونظافة يده وعفاف لسانه على ما أعلم ويعلم حاسدوه قبل محبيه ، علما إنني وفي اليوم الأول من تشكيل حكومته ، أبديت رأيي في شؤم طالعها بناء على تركيبتها الهجينة آنذاك ، وعلى هواء برنامج " الصالون السياسي " الذي يقدمه الزميل د. مهند مبيضين ، وشاركنا الخال عبد الله العتوم النقاش حول تشكيلة حكومة الذهبي بسعة إطلاعه وخبرته العتيقة .
ولكن لا يسعنا مقارنة الرجل برؤساء من الزمن السابق وصموا بالسوابق الجائرة والاتجار بالمنصب العام وتجيير مناصبهم لمصالح أقرباء وأصدقاء وذكور أعمال ونساء . وعليه فإننا نجد إن من غير المنصف إنكار الدور الذي قام به الذهبي في تحمل مسؤولية الوظيفة بأمانة وإخلاص على الرغم من وجود رماة العصي في دواليب حكومته ومحاولة إيغال الصدور ضد شخصه لأهداف سياسية أحيانا واستعراضية أحيانا ، مستغلين ثغرة في بوابة الرجل ، وهي عدم كفاءة طاقمه الإعلامي أو لسان حال الحكومة ، وحتى هو أيضا ابتلي بالصمت ، والبطء في اتخاذ قرارات نعلم تماما إن هناك قوى كانت تكبله دون أن يفصح عنها .
الذهبي الذي كفى ووفى يحق له أن يذهب الى المسجد كعادته ويطيل السجود شكرا لله أن أرتاح من رئاسة حكومته التي امتدت الى سنتين أعطى ما عنده من عمل جاد وجهد رغم تنازع الصلاحيات التي كان أهل التغريب يمتهنونها بأيدي وزراء في الحكومة ، وقبل أن يواجه العام الجديد الذي يحمل أثقالا فوق أثقالنا ، وتحديات نسأل الله أن يعيننا عليها جميعا شعبا وحكومة و "دولة " !!
اليوم لا نملك معايير حكم على الرفاعي الذي بدأ البعض الحديث عن صفاته دون ان نعرف وصفاته ، على الرغم من المؤشرات الايجابية في دلائل استقدام الرجل من شارع المطار الى شارع زهران .
ومن كان يظن إن الرجل سوبرمان فهو واهم أو ظن انه سيأتي بالوزراء الآليين فهو واهم أيضا ، كل ما هنالك إنهم آدميون سيحاولون التصدي لمرحلة مقبلة ستكون من أصعب المراحل في تاريخ الدولة الأردنية الحديثة على الرغم من تجميل الواقع الذي يحاول البعض ترويج سلعته السياسية على حساب فقر الفقراء ، وقلة حيلة المواطنين في أرجاء المعمورة الأردنية الذين ترحل عيونهم الى عمان كل يوم ، عل يأت منها خبر يسرهم ،،
وأكرر هنا ، إن الوزراء القادمين ليسوا " إنشتاينيين " ولن يرقعوا ثقب الأوزون ، لذلك يجب أن تصلح القوانين والتشريعات التي تحكم أداءهم وأن تفعل قوانين المحاسبة والمسائلة ، وأن تبدأ نهضة ميكانيكية لإصلاح العملية المؤسسية ليأتي الوزراء و أمناء الوزارات ليكملوا مسيرة من قبلهم ويزيدوا في بناء الإنجاز لبنة ومداميك جدد ، في سبيل وطن وشعب يتحمل من ترأسهم من المسؤولين ، مسؤولية تحقيق مطالب عيشهم وحمايتهم من نوائب الأيام ، لا أن يصبحوا نوائب جديدة يبتلوا بها .
اليوم ، يضرب سمير الرفاعي أطناب خيمته ، ليبدأ رحلة حكومته الأولى ، والجميع ينتظر أسماء الوزراء ،، لا ندري لما ، ولكن هذه سنة الأردنيين ، فطوبى لها من سنة حذرة ، ولنتذكر مقولة ، يا ليتها ترُفع شعارا :
" أجمل من في الوطن من يعمل لوطن أجمل " .
Royal430@hotmail.com