العرب والغرب تاريخ حافل بالشكوك
د. عاكف الزعبي
23-12-2019 05:20 PM
نظر الاوروبيون للعالم العربي حتى القرن الحادي عشرنظرةً يشتعل فيها الخيال وتلفها الاساطير ويحف بها التقديس وتظللها هالات الديانات الابراهيمية الثلاث .
وكان يكفي التحام حربي لسبعماية سنه لانهيار الثقة بين العرب والغرب وبناء جدارٍ من العداء على مدى الاحتلال العربي للاندلس (772 – 1492 م) وما صاحبه من حرب صليبية ارتداديه (1095 -1291 م) .
بعد الاكتشافات الجغرافية في القرون الوسطى حيث تضاعفت التجارة العالميه ، وتلاها ما يعرف بعصر النهضة الاوروبية صار العالم العربي في نظر الغرب موقعاً استراتيجياً تلتقي عنده آسيا وافريقيا واوروبا وتمر به ثلثا التجارة الدوليه .
بعد الحرب العالمية الاولى اكتست نظرة الغرب للعالم العربي بعداً جديداً مختلفاً مشبعاً برائحة النفط واحتياطاته الخرافية التي جعلت منه اكبر مصدر للطاقة في العالم .
لم يترك الغرب فرصة انتصاره في الحرب الكونية الاولى 1914 وانهيار الدولة العثمانية تفلت من يديه ، فباشر باستكمال احتلاله للعالم العربي الذي كان قد بدأه قبل قرن من الزمن باحتلال فرنسا لمصر في 1798 واحتلال بريطانيا لها لاحقاً في 1882 .
في غمرة السنوات الاولى لما بعد الحرب الكونية الاولى كان الغرب قد اشهر وعد بلفور تلاه الاعلان عن اتفاقية سايكس بيكو التي وضعت بلاد العرب مقسمة تحت وصاية الانتداب الاوروبي المعزز باحتلال عسكري .
لم ينسَ الغرب سنوات الحرب التاريخية الطويلة مع العرب . عندما دخل الجنرال الانجليزي اللينبي القدس في 1917 قال قولته الشهيره " الان انتهت الحروب الصليبيه " . وعندما دخل الجنرال الفرنسي غورو دمشق في 1920 خاطب صلاح الدين في قبره " ها قد عدنا يا صلاح الدين " .