أحال مجلس النواب الأمريكي الرئيس ترامب الى المحاكمة امام مجلس الشيوخ. بتهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس الأميركي وذلك بهدف عزله من منصبه رسميا. .. لقد صوت أعضاء مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيين بالأغلبية لعزل الرئيس رونالد ترامب بــ (230) صوتاً مقابل (179) صوتاً. وامتناع نائب واحد عن التصويت على عزل الرئيس. وذلك بعد ان أجرت اللجنة القضائية في المجلس تحقيقاً موسعاً توصلت الى توجيه لائحة اتهام للرئيس بأنه أرتكب مخالفات جسيمة بحق الدستور والقانون والشعب الأمريكي. وانه إساءة الاستخدام للسلطة وسخرها للمصلحة الشخصية بطلبه من الرئيس الأوكراني بملاحقة النائب السابق للرئيس جو بايدن المرشح المحتمل لرئاسة الولايات عن الحزب الديمقراطي والمنافس له في الإنتخابات الرئاسية القادمة. والطلب بملاحقة ابن جوبايدن.

ان تصرفات الرئيس ترامب تؤكد سوء النية وانه لا يفقه في السياسة والدبلوماسية حيث ربط تقديم المساعدات المالية البالغة (400) مليون دولار الى اوكرانيا بإجراء تحقيق مع جوبايدن وابنه بجرائم الفساد واستغلال النفوذ والسلطة.

ان إحالة ملف التحقيق والقضية بعزل الرئيس ترامب إلى مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريين بأغلبية (53) سناتوراً مقابل (47) ديمقراطياً فإن المتوقع ان يقوم الجمهوريون في تبرئته من هاتين التهمتين. لكن التصويت الذي حصل في مجلس النواب الأمريكي يُعد تاريخياً. حيث لم يسبق سوى محاكمة الرئيس جونسون وكلينتون امام مجلس الشيوخ، وقد تم تبرئت كلاهما من المجلس الشيوخ.

الديقراطيون يحاولون إحراق أسهم ترامب العالية امام الناخبين في انتخابه رئيس للمرة الثانية ويتهمونه بالاعتداء على الدستور واستخدام نفوذه السياسية والسلطة لمصلحته الشخصية. وهذا مخالف للقانون والأعراف وانتهاك للمبادئ والقيم الجوهرية التي ينص عليها الدستور الأمريكي.... وهذا ما يوجب عزله. والتهمة الثانية انه عرقل اعمال الكونغرس الأميركي بعدم السماح للموظفين ومنعهم من الإدلاء بالشهادات ورفض تقديم وثائق كأدلة عليه. فالرئيس ترامب يعتبر امريكا ودول العالم مزرعة له شخصياً ولمصالحه الأقتصادية والمالية.

ان هذه المحاكمة سوف تقوي ترامب امام الناخب الأمريكي وتعزز من فرص نجاحه مرة ثانية في الإنتخابات الرئاسية القادمة على الرغم من إنتقاد رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية (نانسي بيلوسي) حينما قالت "ان تصرفات الرئيس ترامب طائشة ومأساوية وانه قام بإنتهاك للدستور الأمريكي. وان الرئيس يمثل تهديداً مستمراً لأمننا القومي ونزاهة انتخاباتنا".

هناك صراع بين الحزب الديمقراطي والمنافس له الحزب الجمهوري على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس النواب ومجلس الشيوخ للفوز بأغلبية المقاعد فيهما. لذلك كانت الاتهامات الموجهة إلى الرئيس ترامب من النائب الديمقراطي آدم شيف الذي اشرف على التحقيق حادة حينما قال (ان الملياردير الجمهوري كان مستعداً للتضحية بأمننا القومي وبسمعة امريكا ومكانتها في سبيل تعزيز فرص إعادة انتخابه. واتهم الرئيس بأنه حاول ان يغش الشعب ولكن افتضح امره. وان بقاءالرئيس في الحكم يشكل خطراً قائما).

لكن الرئيس ترامب رد على رئيسة مجلس النواب الأمريكي ان التاريخ سيحكم عليك بشكل قاسٍ متهماً انها تنتهك ولائها للدستور وتعتدي على الديمقراطية الأمريكية.

عزل الرئيس برأي مسرحية سياسية ديمقراطية جمهورية لصرف أنظار العالم عن جرائم امريكا المرتكبة في الدول العربية والاسلامية ودول اوروبا.