مئوية الدولة
المحامي عبد اللطيف العواملة
22-12-2019 05:53 PM
عام 2021 على الابواب و يا له من عام. مئوية الاردن كدولة حديثة نضرة، فيها يتألق العنفوان، "كشوكة ردت الى الشرق الصبا". قبل بضع سنوات احتفلنا بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة، والتي اطلق رصاصتها الاولى في عام 1916 الشريف حسين بن علي طيب الله ثراه. اشعل بها شرارة التحرر و كونت نواة الجيش العربي وارست قيم الاسقلال والحرية والنهضة.
فالاردن هو وريث الثورة، وعرين الاشراف، وقلعة الاحرار من العرب. ولذلك رحب وطننا بالناس من كل بقاع الارض وشملهم في ثقافة وسطية معتدلة ومنفتحة منذ امد طويل فلا لون ولا عرق ولا جنس ولا اعتقاد يتقوقع فيه الناس بل افراد متساون في الحقوق لا سلطان عليهم الا ضمائرهم والقانون. فالاردن رسالة اثبتت مصداقيتها. الاردن قيادة هاشمية من ال البيت تجمع بكل اريحية الاديان والمذاهب والطوائف والاعراق تحت رايتها. شعب الاردن متسامح يقبل الاخر، وضميره نقي يحب الخير للعالم اجمع. بني الاردن على قيم الثورة العربية الكبرى وعلى رأسها احترام التنوع والتعددية والتأخي الاسلامي المسيحي، وعلى الاسلام الوسطي الحنيف.
فحري بنا، ونحن على مشارف مئوية الدولة، ان نستذكر البدايات باطلاق اسم عام "الملك المؤسس" على 2021 ليكون فيه استلهام وفهم لتاريخنا حتى نصنع المستقبل. الشعب العربي اليوم يحتاج الى نماذج ناجحة من بناء الدول وفهم معنى المواطنة وعلاقة الفرد بمجتمعه وبدولته. الوطن العربي بحاجة ماسة الى قيادات واعية ومستنيرة تملك الشجاعة في مواجهة الحقيقة والتعامل معها وكذلك لديها طموحات كبرى للمستقبل. انها معركة استعادة الوعي والضمير الجمعي الناضج.
ماذا لو جعلنا من عام 2021 مناسبة للتعلم من قيم تأسيس الدولة، ولتكوين رؤيتنا نحو المستقبل بمشروع نهضة شامل ومتكامل يلبي طموحات الشباب؟ فهل نكرس عام 2020 للعمل عل مشروع نهضوي رائد يجمع الطاقات ويشحذ الهمم يتم اطلاقه في "عام الملك المؤسس2021"؟