facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




في المناهج والكتاب المدرسي


د. عزت جرادات
22-12-2019 12:25 PM

*يعتبر الكتاب المدرسي بمثابة التجسيد العملي للمناهج، والوسيلة الأكثر استخداماً في عملية التعلّم والتعليم، فهو ببساطة يقدم المعلومات الأساسية من المعرفة والمهارات والانشطة والتمارين بشكل منظم تسهيلاً لعملية التدريس، مدعمة بالصور والرسومات والخرائط والبيانات لتسهيل استيعاب المتعلم لها، و كما يساعد ذلك في التغلب على (الحفظ والتلقين) واعتماد أسلوب الفهم والتحليل للمعلومات التي يحتوي عليها الكتاب المدرسي عبر تلك النماذج.
* ويمثل الكتاب المدرسي الخطاب التعليمي – التعلمي الموجه للمتعلم، ذلك أن المحتوى ينسجم مع الفلسفة التربوية، ويهدف إلى ترسيخ الانتماء الوطني، وتعزيز المقومات الشخصية للمتعلم، وتوعيته بهوية مجتمعية؛ فجاء الاهتمام بالكتاب المدرسي، شكلاً ومضموناً، وثمة مساقات تربوية على مستوى الدراسات العليا في (إعداد الكتاب المدرسي) تأليفاً، وصياغة، وتنظيماً وأخرجاً فنياً، ومن الطرق المعتمدة في ذلك: التكليف، أو اللجان أو المسابقة، ولكل منهما معاييرها، وضوابطها.
وبشكل عام، فالكتاب المدرسي، كوعاء لمحتوى المنهاج، تتوافر فيه مجموعة من المقومات: مدى ارتباط المحتوى بأهداف المنهاج، ودقة المعلومات، وجودة اللغة وسهولة التعبير، وأهمية تكامل الموضوعات أو المادة، افقياً وعمودياً، وترتيبها منطقياً وتسلسلياً، ومدى مناسبة المادة للمرحلة العمرية، وتأتي جودة الإخراج الفني للكتاب المدرسي متممة لتلك المواصفات أو المقومات.
* ومن أهم عناصر نجاح الكتاب المدرسي،إخضاعه للتقويم والتجريب والتعديل، ولكل من هذه العناصر آلياتها، وجميعها تؤكد على المشاركة الواسعة المتخصصة، والتي تشمل آراء المعلمين والأجهزة الفنية الإشرافية، والخبراء والباحثين والمثقفين، كما تشمل آراء نخبة من المتعلمين أنفسهم، وأولياء الأمور ذوي الخبرة والتجربة والاختصاص، وتدرك هذه النخبة ما يفهمه غير المتخصصين فالمنهاج بالنسبة لهم هو الكتاب المدرسي!
*أن الاهتمام بالكتاب المدرسي يمثل (مشروعاً علمياً تربوياً)/ وفق معايير موضوعية، تربوية وتنظيمية وفنية...: ملاءمة مع المنهاج بأبعاده الفلسفية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وتناغمه مع البيئة، بمفهومها الواسع ،الإنساني والمادي والطبيعي والمناخي وغيرها من عناصر البيئة ومكوناتها، وتنظيم المحتوى وأخيراً إنتاجية الكتاب بمستوى فني جاذب للمتعلم.
* وتفاعلاً مع المعطيات التكنولوجية وتطوراتها المتسارعة، فقد اتجهت بعض الدول، وبدافع اهتمامها بالتربية والاستثمار في التعليم الأجود، إلى الانتقال من (الكتاب الورقي) إلى (الكتاب الرقمي)، وهو ليس بالأمر البعيد المنال أو التحقيق، إذا ما توافرت الخبرات والكفاءات القادرة على تحول الكتاب المدرسي إشكال رقمية، ومن الأمثلة:
- طلب الإدارة الأمريكية عام (2012) بتسريع عملية الانتقال إلى الكتاب الرقمية في المدارس الثانوية خلال خمس سنوات.
- أما كوريا الجنوبية فق أعلنت عام (2011) اعتماد الكتب الرقمية بحلول عام (2015) تحقيقا لما يعرف (بالتعليم الذكي).
- كما رصدت الحكومة التركية سبعة مليار دولار لعملية التحول من الكتب المدرسية الورقية إلى رقمية بما يعرف (بالكتاب الالكتروني).
*وفي تقديري، أن مثل هذا التفكير ليس بغائب عن المؤسسة التربوية، والتوجه لتوفير الإمكانات البشرية والفنية والمالية لهكذا مشروع تربوي استثماري في التعليم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :