القاضي الدولي العين تغريد حكمت -وهي اول امرأة تتولى القضاء في الأردن، وأول عربية مسلمة ترأس هيئة القضاء الجنائي الدولي- وضعت كتاباً جديداً أسمته "القضاء الالكتروني"، وهو بحق وكما وصفه وزير العدل الأردني د. بسام التلهوني "يشكل اضافة نوعية جديدة للمكتبة القانونية الاردنية والعربية".

وقبل هذا الكتاب اهدت المكتبة الاردنية والعربية كتابها المرجعي "القضاء علم وفن وفهم" وهو كتاب يتحدث بموضوعية عن قيم وتقاليد القضاء على نحو فريد وبحسّ انساني.

في كتابها الجديد الذي صدّرته بهذه المفردات الممتلئة: "العدالة نوعان: عدالة السماء وعدالة الأرض. عدالة السماء مطلقة ولا حدود لها، عدالة الارض نسبية عُرضة للخطأ والصواب".

تشير صاحبة هذه القامة القانونية المتميزة الى الهدف من تأليف كتابها هذا وهو: تعريف القضاة والمحامين بآخر ما توصل اليه العلم في مجال تكنولوجيا المعلومات وكيفية الاستفادة من هذا التطور في مواجهة التحديات الاجتماعية والقضائية عن طريق ترسيخ منظومة قضاء تتسم بالسرعة في فصل المنازعات والشفافية والموضوعية. (الكتاب ص 5)

تدعو تغريد حكمت الى تبني "المحكمة الالكترونية"، تبنيها –كما ترى- "سيأخذ طابعاً تقنياً يمكن القضاة والخصوم من متابعة دعواهم والحضور، وتسجيل الطلبات، والاتصال بموظفي وقضاة المحاكم اتصالاً الكترونياً دون حاجة للحضور الشخصي". (ص 9)

وكما ترى فان "المحكمة الالكترونية" ستضع حداً لمعوقات الفصل وتأخير الفصل في القضايا، بمعنى انها ستلغي "النهج التقليدي" في المحاكمات الذي يطيل امد حل القضايا. إن فكرة "التقاضي الالكتروني" هي حل عصري لأزمة بطء اجراءات التقاضي.

في كتابها تطالب تغريد حكمت المشرّع الاردني بضرورة مواكبة التطور الحضاري الذي يقتضي "تعديل القوانين الداخلية او صدار قانون خاص يُضفي على المحررات الالكترونية الصفة القانونية من حيث القوة في الاثبات" وفي ذلك خدمة للمستثمر الاجنبي الذي يريد الاطمئنان على حقوقه القانونية.

تتطرق مؤلفة الكتاب الى "جرائم الانترنت"، ثمة جرائم ضد الافراد كسرقة "الهوية والبريد الالكتروني" ومن هذه الجرائم تلك المتعلقة بمهاجمة المواقع الرسمية للحكومات، مما يتطلب تجريم مرتكب هذه الجرائم الالكترونية.

وبعد، ان كتاب "القضاء الالكتروني" للقاضي الدولي تغريد حكمت يستحق ان يكون مرجعية قانونية لكل قاض او محام. انه يُشيد بِ"القضاء الالكتروني" الذي يجعل العدالة الناجزة هدفاً لكل انسان، كما يعمل على تبسيط الاجراءات وتسريع التقاضي.

تغريد حكمت بتأليفها هذا الكتاب انجزت مشروعاً حضارياً، تطبيقه على الارض يرسخ قوة القانون التي باتت تُنتهك جهاراً على مرأى ومسمع عالم يفترض فيه "التحضر"!

تحية إكبار واجلال لصاحبة هذه القامة القانونية المتميزة الحريصة على ترسيخ السلام في العالم.