نتانياهو المتمرد .. الراكع أمام المعابد
المخرج فضل يانس
21-12-2019 11:23 AM
هكذا أنتن تستخدم أقدس ما في الحياة لتعميم شرور الحياة فويل لك من ثورة الشعوب التي ستدمر مستوطناتك وتلقي حجارتها في واديٍ سحيق محرقاً بالنار رسوماتك ويل لك من دماء الشهداء ودموع امهاتهم الطاهرة إذ تنقلب سيلاً عليك وتجرفك إلى أعماق الهاوية. ويلٌ وألف ويل أيها الخاضع لأصنام مطامعك الساتر بالأثواب السوداء إسوداد مكروهاتك المحرك بالصلاة شفاهك وقلبك جامد كالصخور الراكع بتذلّل أمام المعابد ونفسك متمردة على الله.
هكذا أنت تنظر إلى مدن فلسطين والقرى الفقيرة التي استعمرتها بمستوطناتك ففي منازلها يتلّوى المرضى على أسرة الأوجاع وفي سجونها تفنى أيام البائسين وعلى طرف الأرض المحتلة ينام اللاجئين وفي مقابرها تنوح الأرامل وأمهات الشهداء ويا ليت تكتفي بما لديك وتقنع بما اغتصبتم من جدودنا وأبنائنا باحتيالكم هكذا أنت تمد يدك كما تمد الأفاعي رؤوسها إلى غور الأردن. أنظري يا أم الشهيد فدماء ابنك الزكية قد غارت في بطن الأرض ودموعك السخينة قد جفت في قلوب البشر أنفاسك أيتها المراءة الفلسطينية قد تضعضعت أمام رياح الصحراء وأصبحت الأرض الذي قدّسته قدماك ساحة قتال تسحق فيها حوافر نتانياهو ضلوع المنطرحين وتنتزع اكُفك الظالمة أرواح الضعفاء.
هكذا أنت لم تسمع نداء اليتامى وتنهدات أرامل الشهداء فقد اغتصبت من الضعفاء ما لهم وما لله. وهل على الأرض سلام وجنودك ومستوطنيك يفنون قواهم أمام وجه الشمس ليطعموا فم القوى ويملئوا جوف الظالم. ما هو السلام يا نتانياهو هل هو في أعين الأطفال المتكئين على صدور الأمهات الجائعات في المنازل المظلمة البادرة؟
ما هي المسرة أن نسكت ونبقى عبيداً بالنفس والجسد أم أن نصرح ونثور متظلمين منددين فتبعث إلينا جنودك المرتزقة ليسحقوا أجساد نسائنا وصغارنا وتسكر الأرض من مجاري دمائنا؟ هكذا أنت محبوباً من لصوص القوم ومخيفاً لعقلائهم تقتل وتهجّر وتقطع الأعناق من أجل الحصول على مستوطنة وتهدم هياكل الأرواح أن تصّدت لمطامعك. هكذا أنت لا تستطيع أن تهزأ بالسلام وأنت مغمور بالأفكار السوداء التي تتصاعد روائح أفكارك السوداء داخل الأزقة الكريهة واختمرت بجراثيم الاستيطان التي سممت الهواء. هكذا أنت رئيس وزراء يحّيك من همجية المتطرفين ثوباً لجسده. ويصوغ من قسوة قلوبهم تاجاً لرأسه وتدعي كرة إبليس وتعيش بخيراته فمن أيه فئة أنت؟ وفي أي موكب تسير؟ الا فسأل نفسك استجوبها عمّا إذا كنت من عبيد الأمس أم من مجرمين الغد؟
وفي مستعمراتك يسكنون منازل متداعية الأركان فإذا ما هبت العاصفة وهي على وشك الهبوب انهدمت منازل المستعمرين على رؤوسهم وكانت لهم قبوراً. هكذا أنت.