الملكة عالية بنت الملك علي بن حسين المولودة في 19 ديسمبر 1911 في مكة المكرمة والملكة الاؤلى للعراق من عام 1933 وزوجة الملك غازي ووالدة الملك فيصل الثاني وشقيقة عبد الاله الهاشمي الوصي على الامير فيصل الثاني قبل أن يتوج ملكاً على العراق.
تمر علينا اليوم ذكرى وفاة الملكة عالية رحمها الله ال 69 فقد توفيت رحمها الله يوم 21/12/1950 .....بعد صراع اليم مع مرض السرطان... من ذكريات طفولتها يرويها شقيقها الامير عبدالاله رحمه الله الذي كان من اكثر المتأثرين بوفاتها حتى يوم مقتله كما جاء على لسان رئيس التشريفات الملكية السيد عبدالرزاق الهلالي :" في اليوم الثالث من مجلس العزاء وبينما الامير كان جالساً في احدى الغرف القريبة من هذا الملجس وعيناه منتحبتان استدعاني طالباً مني احضار ورقة وقلم ليملي عليَّ ذكرياته مع اخته العزيزة منذ ايام الطفولة حتى اخر لحظة من حياتها فبدأ يتكلم ويقول:
"لقد كنا منذ طفولتنا الاولى متلازمين ولما كانت هي اكبر مني فقد كنت اخاف منها وكثيراً ماكانت تعاقبني اذا ما قمت بعمل لا ترضاه وكانت رحمها الله استغلت ناحية ضعف عندي وهي الخوف من الضرب على انفي ولهذا كانت تهددني بالضرب اذا لم اقلع عن هذا العمل او ذاك.....
ثم جئنا مع والدنا ومرت الايام وكبرنا ثم تزوجت بأبن عمنا المرحوم الملك غازي فكنت على صلة معها ولما حدث للملك ذلك الحادث المؤسف الذي اودى بحياته كما هو المعلوم و صرت منذئذ وصياً على وحيدها الملك فيصل الثاني فكنت خلال مدة الوصاية اتلقى منها النصح والارشاد في كثير من المشاكل السياسية المهمة التي كانت تحدث في البلاد ..... لما مرضت مرضها الاخير وتعرضت لاثار مرض السرطان كنت شديد الاتصال بها وكان المي يزداد كلما رأيتها تكافح ضد هذا المرض بصبر وجلد وتحاول ان توهمني بأنها مرتاحة فتحدثت معي وهي ضاحكة وانا عارف مايفتعل في نفسها من الم واسى....
قد كانت في ايامها الاخيرة توصي ابنها فيصل وتؤكد عليه بضرورة التحلي بالخلق الطيب والانصراف الى الدراسة والعلم.....
هاهي اليوم ذهبت في ذمة الله لقد ذهبت وخلفتنا مفجوعين بفقدها فهل تراني بسبب هذه الفاجعة وشدة حزني ان اطيل لحيتي والبس رباطاً اسود كما يفعل الاخرون ؟! لان هؤلاء يبقون على هذا الحال مدة اربعين يوماً ومن ثم يحلقون لحاهم ويبدلون الرباط الاسود بلون اخر هل ان حزني على اختي ينتهي بعد الاربعين ؟ لا طبعاً انه لن ينتهي ولذلك سوف لا اطيل لحيتي ولا البس الرباط الاسود "....،،
وكانت الملكة عالية الأنسانة ذو الاخلاق الحميدة وكانت شديدة التعلق بالملكة نفيسة والدتها وكانت نبيلة وشديدة الذكاء وزوجة مخلصة .
رحم الله الملكة عالية