تبادل "حق العودة" بين العرب واليهود!
شحاده أبو بقر
21-12-2019 09:58 AM
يقول "شيمون بيرس" رئيس وزراء "إسرائيل" الأسبق ، أن عدد الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم من فلسطين في حرب عام ١٩٤٨ ، بلغ ( ٦٠٠ ) ألف شخص، وفي المقابل فإن عدد اليهود الذين تم تهجيرهم من العالم العربي وقدموا إلى إسرائيل ، بلغ أيضا ( ٦٠٠ ) ألف ،أي أن العدد " راس برأس " إن جاز التعبير ! ، حسب قول بيرس .
سنفترض أن رقمي بيرس صحيحين ، ولهذا نقترح على الأمم المتحدة لا على ترمب ونتنياهو ، إصدار قرار " إنساني " يسمح أولا بحق اليهود آل ٦٠٠ ألف هم وأسرهم منذ عام ١٩٤٨ ، بالعودة إلى الدول العربية التي غادروها ، وفي المقابل عودة آل ٦٠٠ ألف فلسطيني الذين غادروا قسرا هم وأسرهم منذ العام ذاته أيضا ، ففي ذلك تبادل لحق ، ووفقا للأرقام الإسرائيلية لا العربية ، فهل يقبل نتنياهو الذي ينكر حتى وجود شيء أسمه فلسطين !
في السياق وتعقيبا على تنكر وإنكار نتنياهو ، ففلسطين كانت جزءا من رقعة جغرافية سياسية واحدة تضم سورية والأردن وفلسطين ولبنان ، أما إسرائيل التي أخذت إسم النبي يعقوب عليه السلام ، فلم تكن جزءا من أي كيان ولم تكن دولة إلا في أعقاب وعد بلفور في نهايات الإستعمار الأوروبي وبعد أفول عهد الخلافة العثمانية التي حكمت من ضمن ما حكمت بلادنا ولمدة أربعمائة عام ، فيما كان كافة سكان إسرائيل يهود اليوم ، مجرد مواطنين شتاتا في شتى أرجاء المعمورة .
يدرك نتنياهو وكل ساسة ومتدينو يهود العالم ، أن قيام إسرائيل كدولة ، هو نتاج فكرة أيديولوجية عقدية دينية تؤمن بها الحركة الإنجيليكية منذ أزيد من أربعمائة عام ، ولها اليوم أتباعها الكثيرون جدا من أصحاب النفوذ السياسي والمالي والإقتصادي في أميركا وأوروبا وقارات أخرى ، ممن يرون جميعا أن قيام مملكة إسرائيل الكبرى يعجل في تحققدنبوءة كبرى لهم .
وهولاء الذين إعتمدوا على ثروات عائلة روتشيلد الممتدة الكبرى وما زالوا ، هم من يحكمون ويقررون مصائر العالم اليوم ، وبالذات في منطقتنا العربية ، حيث مهبط الوحي وأرض الرسالات .
من هنا ، فإننا نرى أن تبادل حق العودة بين العرب المسلمين والمسيحيين من جهة ، ويهود فلسطين العرب
من جهة ثانية ، وفقا لرواية شيمون بيرس العددية ، قد يساعد في تعجيل تحقيق تلك النبوءة ، فليعد على الأقل ثلاثة ملايين عربي إلى مساكنهم في يافا وحيفا وعكا وغيرها ، مقابل عودة عدد مماثل من اليهود العرب إلى مساكنهم في العالم العربي ، أم أن هذا باطل مثلا ، وما تريده إسرائيل دون شعوب الكوكب هو وحده الحق ! .
أما النبرة القديمة المتجددة ، والتي لا يمل يهود كثر عن تكرارها معتبرين أن الأردن هو الوطن البديل للشعب الفلسطيني الذي سرقوا أرضه وحقوقه ، فتلك مؤامرة دنيئة لن تمر مهما تجبروا وتكبروا ووجدوا من أعوان ، ففلسطين هي فلسطين ولن تكون غير ذلك ، والأردن هو الأردن ولن يكون غير ذلك ، فالله أولا وقبل كل شيء ، ثم الأيام ، بيننا وبينهم ، هم ومن يخططون لهم ومعهم من الخفيفين الذين يظنون الأوطان مجرد أرض تهدى أو تباع وتشترى بالمال ، فالله غالب أمره ، وهو المنتقم ، ويا لنقمته ما أشدها على كل ظالم . وهو سبحانه من وراء قصدي .