الأحزاب العربية .. هل بإمكانها قيادة الانتخابات في إسرائيل؟
أ. د. مجلي محيلان
21-12-2019 01:36 AM
روافد أربعة تصب في القائمة العربية المشتركة في إسرائيل، وتُشكِّل تحالفا سياسيا يضم: الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير. وهذه القائمة العربية المشتركة, هي الثالثة من حيث الحجم في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).
وقد أعلن عن تشكيلها في 23 كانون الثاني 2015؛ لتوحيد الأحزاب التي تمثل العرب في إسرائيل. مؤخرا، وعقب فشل الأحزاب الإسرائيلية في تشكيل حكومة, وللخروج من هذا المأزق؛ صادق الكنيست على قانون حل الكنيست الحالي، استعدادًا لانتخابات مبكّرة ثالثة, يوم الثاني من آذار 2020.
ولو رجّعنا النظر في الانتخابات المبكرة الثانية في 17 أيلول 2019 لوجدنا أن القائمة العربية المشتركة حصدت 13 مقعدًا من أصل 120مقعدا في الكنيست، إذ بلغ عدد مصوّتيها 470 ألفا، بنسبة 10,6% من مجمل الأصوات في إسرائيل.
ووصلت نسبة التصويت بين المواطنين العرب في إسرائيل 59,2% مسجِّلة ارتفاعًا بنسبة 10% عن الانتخابات التي سبقتها في 9 نيسان 2019 وحصلت القائمة العربية المشتركة على 80,6% من اصوات المواطنين العرب وإذا افترضنا إحصائياً أنه لو صوّت كل العرب للقائمة العربية المشتركة في الانتخابات المبكّرة الثالثة في آذار 2020 فإن عدد مقاعد القائمة العربية المشتركة سيكون قرابة الـ 27 مقعداً، أي بزيادة 14 مقعداً عن العدد الحالي.
تشكلت خارطة الكنيست المُنحل من المقاعد لأول ثلاث مجموعات في صورة: 33 مقعدًا لتحالف أزرق أبيض، و32 مقعدا لحزب الليكود و13 مقعدا للقائمة العربية المشتركة. لو كسبت القائمة العربية المشتركة المقاعد المفترضة على حساب كتلتي(تحالف أزرق أبيض) و(حزب الليكود) فمن المحتمل أن يصبح عدد مقاعد أول ثلاث مجموعات في الكنيست على النحو التالي:
•27 مقعدا للقائمة العربية المشتركة.
•26 مقعدا لتحالف أزرق أبيض.
•25 مقعدا لحزب الليكود.
إن مثل هذه النتيجة (الفرضية) ستؤدي إلى تغيرات جوهرية في السياسة الإسرائيلية من حيث التوسّع بالمستوطنات، وحصار قطاع غزة، والعلاقة مع السلطة الفلسطينية خصوصا والدول العربية عموماً، والأهم من ذلك كله ما ينادي به المتطرفون الإسرائيليون من يهوديه الدولة. وسيكون الوصول إلى ذلك ممكناً من خلال اقتناع الناخب العربي والإسرائيليين الداعمين للسلام بذلك، ويمكن أن يتحقحق هذا الطرح بالاستثمار الأمثل للموارد التالية:
•منصات التواصل الاجتماعي.
•الندوات والمؤتمرات.
•المقالات الصحفية.
•خطب صلاة الجمعة.
•الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي.
•المنظمات والهيئات المحلية والعالمية الداعمة للحرية.
ولكن يجب الاعتراف بأن التحديات موجودة وهامة وذلك للتعامل معها ووضع الخطط لتجاوزها، ومن ذلك: •وحدة الرؤية الفلسطينية في الداخل.
•طرح واضح لقاسم مشترك جوهره (نحن فلسطينيون.. نحن موجودون).
•تهميش الفوارق بين مكونات القائمة العربية المشتركة.
•قبول الآخر وفهم رأيه واحترامه وعدم تناقض ذلك مع وجود آراء أخرى ضمن مكونات القائمة العربية المشتركة, تجتمع كلها تحت هدف واحد (نحن فلسطينيون.. نحن موجودون).
•القيادة الموحدة التشاركية للقائمة العربية المشتركة وبالتناوب.
•الأحزاب الأسرائيلية اليمينية.
والتاريخ شاهد على أمثلة كثيرة لعودة أبناء الارض للقيادة على أرضهم، فجنوبُ أفريقيا عاد أبناؤها لقيادتها بعد حين، وكذلك أبناء فلسطين سيفعلون إنْ تنظموا وسعوا بخطة واضحة المعالم.
وعَوْدٌ على بدء، هل بإمكان الأحزاب العربية قيادة الانتخابات في إسرائيل؟ نعم وبملء الفم وعالي الصوت نقول: إن الأحزاب العربية قادرة وإن الشعب الفلسطيني قادر، ولنعم القادرون إن شاء الله.(الرأي)