الصراع في الأنظمة العربية والإسلامية
د. بسام العموش
20-12-2019 05:32 PM
لا نذهب بعيدا" عن دائرة الصراع في المشهد السياسي العربي حيث يتجلى الصراع منذ الاستقلال العسكري . فالدول الاستعمارية وإن خرجت لا تزال عقليتها أن المناطق التي استعمرتها لا تزال تابعة لها سواء كانت فرانكفونية أو كومنولثية أو بالصورة الجديدة لدول النفوذ وتحديدا" أمريكا وروسيا .
فدولنا في رأيهم حدائق خلفية لهم بتبعية سياسية بإرادتنا طلبا" للحماية أو رغبة في الدعم أو استقرار السلطة . وحتى يتحقق ذلك لا بد من شعور وإشعار النظام بأنه لا يقف دون الإسناد الخارجي ، وكل ما هو مطلوب منه هو الخضوع والتبعية اذا أراد الاستمرار والا فالبدائل جاهزة بطريقة أو بأخرى حيث لا يترك المستعمر الخارجي مستقبل المناطق للحظوظ والمفاجآت!! . هذا هو الواقع وعلى ذلك أدلة لا يمكن تجاوزها عند كل مراقب منصف وقارئ جيد للخارطة السياسية . هذا الواقع يعكس سياسة داخلية للأنظمة تتعلق بمختلف نواحي الحياة سواء كانت سياسية(بالدرجة الأولى )وكذا السياسة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والتعليمية .
ومن عناوين الناحية السياسية تحجيم القوى السياسية وجعلها بين الناس دون المستوى وأنها غير مؤهلة للقيادة ولكن لا بأس أن تكون للديكور في بعض الدول بينما البعض الآخر يرى الاستئصال والمطاردة !! . وبعضنا يرى أن الديكور خير من الاستئصال مع أن الصورتين قتل للمستقبل واصرار على الواقع المرير وتأكيد على أن لا تغيير لان المتفق عليه مع الخارج الآمر بقاء الأمر كما هم يريدون رغم التبجح أننا نستطيع أن نفعل ما نريد !! ولإبقاء الوضع على ما يريدون نشاهد مسرح العرائس حيث يتم استئجار الطامعين ولا مانع من ملء جيوبهم لإخراس ألسنتهم وهكذا تشتغل أوركسترا السياسة الداخلية بالتخويف والترغيب يعزف فيها شخوص كثر يتم تحريكهم من وراء حجاب سواء عملوا في احزاب أو برلمانات أو مؤسسات او جامعات أو اعلام أو حتى المنبر الديني !! .
وما الربيع العربي إلا صورة لطفح الكيل وبلوغ السيل الزبى حيث سقط نواطير وذوي بساطير وسألت دماء وذهبت أرواح، والمستعمر الخارجي في طرب مستمر لاستقرار ذليل أو دماء تسيل و بالمحصلة هو الرابح وهو الذي يقدم البديل ويتعامل مع الوضع الجديد بنفس السياسة !! والسؤال :
هل ستتغير المعادلة بدءا" من تونس والجزائر وماليزيا وتركيا حيث ملامح الصورة المختلفة أم هي مشمشية وتنتهي ؟! .