عمون - جهاد المحيسن - بالمناسبة قطعة جهينة قول كل خطيب بما يخص تكليف السيد سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة الجديدة ، وهذا سحب الهاتف الخلوي من أيدي البعض ممن يعتقدون أن الهاتف المحمول سوف يدق للطلب منهم تشكيل الوزارة ووضع الهاتف الثابت في غياهب الجب بعد أن شهد فترات ذهبية للطامحين في تقلد الوزارة وهم يطيلون النظر إليه على أمل أن يرن!
ولكن السواد الأعظم من الناس في هذه الظروف لا يزال يحمل هاتفه لربما يدق الهاتف الخلوي ويحمل الأنباء السارة بان الوطن بحاجة لخبراته للدخول الفريق الوزاري المنتظر تشكيله بين الفينة والأخرى ، "خلي تلفونك فاتح" بالضبط هذا ما قاله لي صباح أمس الفران عندما توجهت لشراء الخبز من فرن الحارة، وبابتسامة عريضة ملئت وجه صاحب الفرن ما بتدري ممكن تشنص مع الواحد ويحكوا معه!
كنت قد غضضت النظر عن حديث أخرى في ذات الصباح من قبل الصديق الطبيب سمهر الوشاح عندما قال نفس العبارة "خلي تلفونك فاتح" ولكن ما أن بدا النهار يمضي حتى أصبحت تلك العبارة تنتشر على لسان الجميع كما تنتشر النار في الهشيم .
وفي ذات الوقت وردت على خاطري أغنية الراحل عبد الحليم حافظ "خلي السلاح صاحي" التي كتبت عام 1973. وكلمات الأغنية من أشعار أحمد شفيق كامل، ولحنها كمال الطويل ليغنيها عبدالحليم حافظ لترتبط منذ ذلك الحين بمشاعر وطنية أعقبت حرب أكتوبر ضد إسرائيل إلى يومنا هذا فكلى الأمرين يدعوا لليقظة والانتباه.
والشيء بالشيء يذكر فقد قامت احد القنوات الفضائية المصرية بوضع إعلانا جديدا لمنشط جنسي ترافقه أغنية "خلي السلاح صاحي" وبدأ بعض المشاهدين يعبرون عن استيائهم من بث هذا الإعلان، وذلك بعد اقل من أسبوع من بدايته، مما دفع بعض الفضائيات لإلغاء بثه.
ولكن حاولت أن أجد إجابة عن حكمة بقاء التلفون مفتوح ولم أجد تفسيرا منطقي يتناسب مع إغلاقه فالكل يمتلك الفرصة لان يكون وزيرا، وربما في حالة محددة يمكن أن له أن يكون رئيسا للوزراء ، فما عليه إلا تفقد شجرة العائلة والبحث فيها عن احد الأجداد أو الآباء ممن تقلدوا المناصب السياسية من العيار الثقيل .
فالرئيس المكلف سمير الرفاعي ، ينتسب إلى شجرة عائلة تسمح له بتقلد هذا المنصب فجده رئيسا وأبوه رئيسا، وبذلك تكتمل سلسلة النسب وتكون رئاسة الوزراء في الجد والأب والحفيد ، فنحن بذلك ، نتحدث عن مشروعية أن يبقوا الناس هواتفهم المحمولة مفتوحة لعل وعسى أن يدق الهاتف ويأتي بالخبر السار، وبذلك يبقى الباب مفتوحا على كل الاحتمالات والتوقعات فالشيء الثابت التبدل المستمر كما يقول المناطقة، واعني بذلك ممن يشتغلون في المنطق ، وحتى لا افهم خطاء فاني اعني بالتبدل المستمر في سياق فهمي لابن خلدون في موضوعة المجيالة في الحكم.
وعليه فليس من الحكمة أن يغمد السلاح ويجب أن يبقى صاحيا، وفي ذات الوقت ليس من باب الكياسة الإبقاء على التلفون مغلقا أو تركه بعيد عن راحة اليد التي استبدلت السلاح الصاحي بالتلفون المفتوح !
Jmheisen@alghad.jo