لكن حدائق بابل في عمان من الإسمنت وليست من الورود.
للتعريف.. حدائق بابل المعلقة هي إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، ويُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل، العراق، وهي أول تجربة للزراعة العامودية في التاريخ.
عرفت عمان هذا النوع من الحدائق لكن باختراع مختلف لا أظن أن العالم عرفه بعد، ومع السنين وربما بعد ألف سنة إن كتب الله لهذه الحدائق البقاء على ما هي عليه الآن بلا روح ولا مصير أظنها ستترشح لأن تكون من عجائب الدنيا السبع، طبعا اليوم تنضم حدائق جديدة الى هذا التراث، لكن على طريقة الجسور المعلقة والفضل في هذا الابتكار هو لمشروع باص التردد السريع، أقول إذا كان بإمكان أمانة عمان أن تعلو بمثل هذه الأعمدة والجسور لتعانق السماء من أجل عيون باص التردد السريع فلماذا لم تفعل ذلك لحل أزمة السير التي يقول وزير الداخلية سلامة حماد أنه سيتم الاستعانة بخبراء ألمان لحل هذه الأزمة، يا معالي الوزير، لماذا الاستعانة بخبراء ألمان وبين ظهرانينا من اخترع حدائق عمان الإسمنتية ومن ابتكر جسور باص التردد السريع المعلقة.
حدائق بابل الإسمنتية هي حدائق الملك عبدالله وتقع في الشميساني شارع وادي صقرة، ويفترض بها أن تكون مدينة ترفيهية لكنها لم تكن ويفترض أن يكون فيها العديد من الألعاب الترفيهية والكبيرة لكنها لم تكن والعديد من المقاهي والمطاعم فلم تكن والمضحك هو التلفريك الذي توقف بعد شهر من عمله، وقد كان فعلا نكتة الموسم طبعا للمسافة والارتفاع الذي يقطعه وهو بعلو لا يتجاوز 10 أمتار ومسافة لا تزيد عن 500 متر، ويا سلام على هيك تلفريك، ولا أحدثكم عن الجبل الروسي، والقلابات، السلاسل، وغرف الأشباح، والسفينة، والعروس وغيرها الكثير من الألعاب الترفيهية وساحة كبيرة للتزلج، طبعا هذه إشاعات...
المعجزة الجديدة هي جسور باص التردد السريع المعلقة، ترتفع عاليا، ما يحول الباص السريع الى باص سياحي بإمتياز يطل على أضواء عمان مثل أي برج، وفي الحقيقة أفكر أن أستثمر هذه المزية لافتتاح مطعم متنقل على متن الباص مستغلا «الفيو» أو المنظر بالترجمة العربية لإتاحة إطلالة رائعة لركاب الباص.
كنت أتمنى أن يتم تدشين مشروع باص سريع التردد في ليلة رأس السنة كي أستثمر الموسم.. حتما ستكون ليلة رائعة لا تعوض.
(الرأي)