الصورة الذهنية للأردن كبلد مميز فيه الخبرة والمعرفة والريادة صورة تقترب من الواقع. الظروف الصعبة والازمات المتتالية التي مرت بها البلاد لم تفقد الأردنيين الامل ولم تنزع من نفوسهم العناد والتصميم. لعقود طويلة ظل الأردن يواجه التحديات ويدافع عن حقه في الوجود والبقاء دون ان يتخلى عن موقعه الريادي في العمل والفكر والانجاز.في اقل من قرن تحول غالبية الأردنيين من الرعي والزراعة وتجارة المواشي والحبوب الى جنود وعلماء ورواد في العديد من الحقول والميادين فقدموا نموذجا فريدا في التخطيط والبناء والتنمية والتكيف قبل ان يرتطم بعض من احلام اهله بالعوائق والعقبات.
التحديات التي تواجه الأردن اليوم كبيرة ومتعددة بعضها مزمن والآخر لا يحتاج لأكثر من التوظيف المناسب للقدرات والموارد التي نملكها. بالرغم من كل المحاولات فلا تزال استجاباتنا للتحديات بطيئة والحلول التي نقدمها لمشكلاتنا متواضعة. الكثير مما نقوم به لا يتناسب مع ما نملكه من امكانات معرفية وبشرية ولا يلبي توقعات الناس في الداخل ولا الخارج. في كل بقاع الارض يعتقد الناس اننا بلد غني بالكفاءات وينظر لنا من قبل الجميع كبيت خبرة لا ينضب.
في الوقت الذي تدار فيها المؤسسات و المواقع المهمة من قبل اشخاص محدودي الخبرات يوجد الآلاف من الشباب الأردني ممن سجلوا نجاحات باهرة في مختلف ميادين الادارة والسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا والصناعة. لا يوجد لدى المراقب تفسيرات منطقية وهو يرى المحاولات المتكررة لمجابهة مشاكل الاقتصاد والنقل والتخطيط الحضري بنفس الاساليب ودون نجاح يذكر. في مناسبات عديدة يجري تبرير تكرار الاخطاء واستمرار حالة التخبط بعدم العثور على خبراء قادرين على ادارة مثل هذه القطاعات.
البيانات المتوفرة والمتداولة تشير الى وجود العشرات من الشباب الأردني المتخصص والمشهود له بالكفاءة والقدرة العالمية. كما في دبي والدوحة وكازاخستان ومسقط والرياض ينتشر العشرات من الخبراء الأردنيين على امتداد الرقعة الجغرافية للعالم فتجدهم في كندا والنمسا وانجلترا والولايات المتحدة ايديهم على مهامهم وقلوبهم على الوطن.
في اوساط تخطيط المدن وسياسات العمران وخدمات النقل يعتبر الدكتور حسن اخراطة او العضيبات من اكثر خبراء العالم وربما اكثرهم قدرة على ابتكار الحلول وتطبيقها. قبل سنوات عمل العضيبات مستشارا لحاكم كاليفورنيا المخضرم جورج براون وساعد الولاية على ايجاد حلول للمشكلات على مستوى الولاية.
منذ ايام انشغلت الصحافة في جنوب كاليفورنيا بدراسة وتقييم المقترح الذي قدمه الدكتور حسن لحل مشكلات النقل في مدينة سان دياجو الاميركية حيث جرى تصنيفه من بين اكثر شخصيات منطقة سان دياجو تأثيرا لعام 2020. استاذ الهندسة وخبير سياسات النقل الذي تلقى تعليمه الاساسي والثانوي في مدارس سوف وجرش والتحق بجامعات الاتحاد السوفيتي سابقا قبل ان ينتقل الى الولايات المتحدة في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ويكمل تخصصه في الهندسة المدنية والتخطيط العمراني شخصية أردنية يبعث اسمه على الفخر والاعتزاز.
اليوم وبالتزامن مع تصريحات الحكومة حول نيتها الاستعانة بخبراء المان للمساعدة في حل ازمات عمان المرورية وحديث الرئيس عن معاناة الأردن وهو يبحث عن كفاءات قادرة على ادارة قطاع النقل يظهر اسم الدكتور حسن كأحد اهم خبراء العالم الأردني على حل مشاكل وازمات المرور في اكثر مدن ومناطق الولايات المتحدة معاناة من المرور ويقدم مشروعا متكاملا يدور حوله الكثير من الحوار. الدكتور حسن وامثاله من الأردنيين هم الذين يبعثون في نفوسنا الثقة والامل كلما اقتربنا من عتبات القنوط. الشكر للدكتور عضيبات وللعشرات من ابناء الأردن الذين استطاعوا ان يحفروا اسماءهم واسم بلدهم الام على جدران الشهرة والابداع.
(الغد)