حين غادر سمير الرفاعي إلى العمل الاقتصادي والمالي كنا نراهن أنه لن يبقى طويلا في العش الدافئ.. فسوسة السياسة بقيت منذ ثلاثة أرباع القرن في العائلة، من سمير الرفاعي الجد، إلى الوالد، إلى العم.. وحتى لا ننسى إلى الجد الثاني، فالرئيس الجديد هو أيضا حفيد الرئيس بهجت التلهوني!!.

في الديمقراطيات، هناك عائلات سياسية، وعائلات بنكية، وعائلات صحافة، وعائلات صناعة.. وإذا كنا غير معتادين على ذلك في بلد صعب الحياة كالأردن، إلا أن عائلة شومان البنكية كانت دائما موضع احترام الأردنيين.. ويبدو أن هناك جيلا ثانيا من آباء البنوك يسلمون ابناءهم إدارتها، وأن هناك عائلات زراعية لها مكانتها، وعائلات زعماء قبليين دخلوا السياسة من أوسع أبوابها، فالدنيا لا تبقى حيث تركناها قبل ثلاثة أرباع القرن!!.

الذين يعرفون الرئيس الشاب، وهو ليس أصغر من والده حين صار رئيسا، وليس أصغر من جديه سمير الرفاعي وبهجت التلهوني،.. يعرفون أنه يغطي ديناميكية بهذا المظهر الهادئ، الذي يشوبه بعض الخجل. وأنه حمل معه الكثير من هارفارد وكمردج وتطعم كثيرا من مدرسة الديوان الملكي، في عهد الحسين العظيم، ثم في عهد عبد الله الثاني، فهذه المدرسة هي الأوسع أبوابا للتراث، وللفكر الواقعي في السياسة.

هل يكون سمير الرفاعي في حجم طموح الأردنيين والقائد في إعلاء مداميك البناء، وتمكين الأردن من الاستمرار في صعوده المنهك؟!.

لا شيء يمنع، فالرئيس الشاب محمل بالثقافة والمعارف والتجربة. وجلالة الملك سلفه الثقة الكاملة في تسمية وزرائه. وسيأخذ عاما كاملا قبل أن يعود إلى مجلس الأمة، فهناك مستحقات ملحة أمام الوزارة الجديدة: اللامركزية، وقانون انتخابات جديد، وانتخابات نيابية ومجالس محافظات وعلى الأرجح بلديات. ثم هناك عبور عنق الزجاجة في اقتصادنا الوطني، ومشكل عجز الموازنة، ومشكل جهاز إداري فيه عشرون ألف موظف خارج نظام الموظفين، وخارج شروط ومتطلبات الجهاز الإداري!!.

تحديات كثيرة وكبيرة في مواجهة الرئيس الجديد والحكومة الجديدة. وهذا ما يجعل شعبنا يقف مع القائد ليكون سندها. فالنجاح ليس لسمير الرفاعي وحكومته وإنما للبلد. والفشل لا سمح الله سيكون على سمير الرفاعي وحكومته!!.

الراي