وُلِدْتُ على بُقعةٍ مِن بِلادِ الله ألواسعةِ دُونَ عِلمي وَيقيني.
إختارهُ الله وَطنً لِيأويني ويُكسيني ويُطعمني ويَرويني.
وأصبحتُ مَغروسُ به كزهرةِ الفُل والريحانِ والياسميني.
كَبرتُ وتَرعرعتُ فيه وعِشتُ أحلا رِيعانَ شبابي وسِنيني.
وأصبحَ كالظِل يُرافقني أينما ذَهبتُ لِيحرُسني ويَحميني.
وأصبحتُ مُتيمً بِه وأكنُ لهُ فيضً مِن ألحبِ والحنيني.
تلقيتُ فيهِ تَعاليمي المدرسية مِن خِيرةٍ مِن المعلميني.
وتَربيتُ على حُسنِ ألقيمِ والأخلاقِ ومَعرفتي لِديني.
وشاءَ القدرُ ان اتغربَ في عِز الشبابِ لأزيدنَّ مِن تعاليمي.
ثابرتُ واجتهدتُ وصَبرتُ لأُفعمَ بِكلِ جوانبِ اليقيني.
ونِلت أعلى شِهاداتي العُليا بِجُهدي وتَعبي وعَرق جِبيني.
وعُدتُ على عُجالة إلى أرض الوطن لأُعطيه ويُعطيني.
وتَزوجتُ ببنت بلادي التي تفهم كيف تأويني وتُحْييني.
زواجٌ في رباطٍ مُقدس يَجمعه الله لأُعطيها وتُعطيني.
وعَملتُ في مَجالِ التعليمِ الجامعي وعَلّمتُ بما يُرضيني.
وكنتُ سعيداً كمواطنٍ آكل خُبزي من تعبي وعَرَق جِبيني.
ما أطيبَ طَعمَ لُقمةُ الحلال بِما يُرضي الله ويُرضيني.
مالِ الحرام لا يَدوم فهوَ كالسُمِ القاتل يُؤذيهم ويُؤذيني.
وكنتُ خَيرَ المواطن أدفعُ ضرائبَ للدولة أملاً بتأميني.
تأميني بإحتياجاتي الأساسية عِند تجاوزي سِن الستيني.
فيا دولة المؤسساتِ إياكِ أن تنسي واجباتكِ وتقهريني.
لا تنسين انني جأتكِ لحماً، فَعظماً لا تترُكيني وتنكُريني.
لا تكوني أنتِ والزمن علي، وانا من اعطيتكِ عُمري وحَنيني.
كوني حُكومةً في خِدمةِ الشعب ولا تكوني فقط لِجيبي تَوديني.