تعتبر امراض القلب وخاصة الجلطات والسكتات القلبية من اهم اسباب الوفيات فى العالم وفى بلدنا الاردن ايضا.

وقد اشارت تقارير منظمة الصحة العالمية ان 17,5 مليون شخص توفي في عام 2005 بسبب امراضالقلب مما يشكل اكثر من 30% من مجوع الوفيات التي وقعت في العالم ويتوقع ان يزداد هذا العدد الى 20 مليون شخص في العام2015 . اما في الاردن فان الاحصائيات تشير الى ان هذه النسبة تبلغ حوالي 38% من مجموع الوفيات .
وتعزى هذه الزيادة في الوفيات الى الانتشار الواسع لعوامل الخطورة المختلفة المؤدية الى تصلب الشرايين مثل زيادة الوزن عند الناس حيث اشارت احصائيات وزارة الصحة الى ان 72% من الناس يعانون من زيادة في الوزن. اما الدتخين فانه يتربع على قائمة هذه العوامل الخطرة حيث نشاهد في مجتمعنا انتشارا واسعا لظاهرة التدخين سواء للسجائر العادية او للاراجيل وذلك في ظل عجز القوانين والتشريعات الحكومية لمنع التدخين في الاماكن العامة والمطاعم والكوفي شوبات . كما الن الاقبال الشديد من الشباب والشابات على تدخين الاراجيل يشكل خطرا جديدا على صحة قلوبهم حيث بدانا في السنوات الاخيرة نستقبل شباب صغار مصابين بجلطات حادة في القلب .
اما عن العزوف عن الرياضة والمشي بين الشباب فحدث ولا حرج فالجيل الجديد يكره المشي ويفضل استخدام السيارات والموتورات واستخدام المصاعد بدل الدرج مما يؤدي الى اجسام مترهلة وشرايين متصلبة وكل ذلك في ظل السلوك الغذائي الخاطىء الذي يطغى عليه تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون الخطيرة التي ترفع نسبة الكولسترول في الدم، كما ان الاستخدام الواسع للمشروبات الغازية يؤدي الى زيادة الوزن . ويلعب مرض السكري الواسع الانتشار في بلادنا دورا كبيرا في اصابة القلب والشرايين . كما ان التوترؤ والنرفزة الشديدة التي اصبحت معلما من معالم الشخصية الاردنية فانها تؤدي ايضا الى ارتفاع الضغط البشرياني الشديد الذي بدوره يزيد من مخاطر اصابة القلب وكل ذلك في ظل استخدام مفرط للملح في ماكولاتنا الشعبية وتقول الاحصائيات ان 26% من المواطنين يعانون من فرط الضغط الشرياني .
ان هذه الزيادة في الوفيات بسبب القلب تستدعي الاهتمام من قبل المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة لتصدي لهذا الخطر. ولكننا للاسف نشاهد قصورا شديدا في قدرات مستشفيات القطاع العام لاحتواء هذا الانتشار الواسع لامراض القلب، وان المراقب يستطيع ان يرى الاكتضاض الكبير للمرضى في عيادات القلب في مستشفيات الصحة والخدمات الطبية العسكمرية والجامعة الاردنية والمواعيد البعيدة التي يحصل عليها المرضى لمراجعة العيادات او للحصول على مواعيد للقسطرة والعمليات الجراحية وكل ذلك في ظل تناقص مضطرد لعدد اختصاصيي القلب بسبب هروبهم الى دول الخليج والقطاع الخاص بسبب الفرق الهائل في الحولفز المادية . ان ذلك يستدعي اعادة النظر في السياسات الحكومية لتجنب هذا التسرب للاطباء والحفاظ علهم ضمن اسوار القطاع العام لخدمة الانسان الاردني الذي هو اغلى ما نملك .