هل يصل الشلل الى الجيش اللبناني ..
راكان المجالي
27-05-2007 03:00 AM
كل اللبنانيين بدون استثناء ضد حركة فتح الاسلام.. كل القوى والاحزاب والرموز السياسية في المعارضة والموالاة ، تستنكر اي مساس او اساءة للجيش اللبناني ، وكلها ايضا تمجد الجيش وتعلن عن وقوفها خلفه ، ولكن مع الاسف.. ليس صفا واحدا موحدا..
وفي الازمات الكبرى كما هو معروف فإن قوة الجيش وقدرته على الحسم ترتبط بالاصطفاف الشعبي خلفه وبارادة وطنية جماعية حماسية تتناسب مع خوض معركة وطنية لا تحتمل التردد او المساومة..
المؤسف ان الموالاة تريد من خلال خطابها السياسي والاعلامي المزاودة على المعارضة ، واثارة شبهات حول موقفها وارتباطاتها مع جهات خارجية ، تتهمها الموالاة بأنها وراء عصابة فتح الاسلام ، وبالمقابل فان المعارضة تشكك في مواقف وارتباطات الموالاة وتتهمها بالتقصير وتشجيع هذه الظاهرة.. الخ.
ومن المؤسف انه حتى في مسألة دقيقة واضحة مثل جريمة نهر البارد نجد ان الصراع السياسي بين المعسكرين المتنافرين في لبنان يطغى على جوهر المواقف ، وان كان يبدو ان الجميع متفق على اجتثاث ظاهرة فتح الاسلام..،،
في اعتقادنا ان هدف كل اللبنانيين يفترض ان يكون واضحا وهو اجتثاث عصابة الاجرام العبثي في نهر البارد ، فهذه العصابة لا تقع في اي خانة من خانات المعادلة السياسية اللبنانية الداخلية ، كما لا تقع في اية خانة في حسابات العمل الفلسطيني ، ولا يوجد اي تصنيف لها في المجال العربي ، وان كان يقال انها جزء من القاعدة فإن هذا مبرر اكبر لتضافر الجهود اللبنانية لاستئصال هذا السرطان الخبيث ، الذي هو صناعة امريكية بامتياز.. ، وهو بالتأكيد الوجه الاخر للتطرف الاعمى المجنون الذي تقوده عصابة اليمين المحافظ الاميركية عبر امتلاكها القرار الامريكي حيث وفر لها تنظيم القاعدة الحجة والغطاء لانطلاق الحملة الامريكية على المنطقة ، وامن لها بعد ذلك الغطاء والمبرر لاستمرار احتلالها للعراق وافغانستان ، وهذا ليس موضوعنا.. لكن فقط لنثبت ان ظاهرة فتح الاسلام غريبة عن لبنان وعن فتح وعن فلسطين وعن العرب.. يقول تعالى «يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح.. ».
لا اعتقد انني اضيف جديدا لو دبجت عشرات الصفحات في ذكر مساوىء هذه العصابة والقوى الظلامية العدمية التي تشكل عصابة فتح الاسلام امتداداتها.
واعود لاحصر حديثي عن لبنان ، مذكرا اخواني في لبنان بأنهم امام تحد صعب واختبار دقيق ومنعطف مصيري ، وعليهم ان يتذكروا ان استمرار صراعاتهم يعمق الفرز الطائفي والقبلي والحزبي والشللي على حساب الانتماء الوطني للبنان ، وان يتأملوا بما حدث خلال اكثر من عامين ، حيث ادت التداعيات الى شلل الرئاسة الاولى رئاسة الجمهورية ثم تلاها شلل الحكومة المشكوك في شرعيتها ، شأنها شأن الرئاسة الاولى،، ثم تم عطب مجلس النواب فاصيب بالشلل ايضا والشكوك حول شرعيته، ،
.. تظل مؤسسة واحدة متماسكة ومحترمة هي الجيش اللبناني وهي مثقلة اليوم بالتناقضات والتداعيات والصراعات السياسية ، ويراد لها ان تكون ضعيفة وعاجزة بل مشلولة..، ،