كنت قبل فترة من الوقت قد كتبت مقالاً عن دائرة المخابرات العامة . واليوم وبمناسبة الإعلان عن قيام هذه الدائرة بكشف خلية ارهابية ترتبط فكرياً بتنظيم داعش الارهابي كانت تخطط للقيام بأعمال تخريبية تستهدف مواقع تابعة لدائرة المخابرات العامة واجهزة امنية اخرى ، اعيد نشر مقالي هذه والذي قلت فيه
ان ما قامت وتقوم به دائرة المخابرات العامة من مجهودات لحماية الوطن والمواطن على مدار السنوات الطوال الماضية شيئ لا يقدر بثمن ولا يقاس بمقياس . فجنودها الاشاوس نذروا انفسهم لخدمة الوطن وحمايته وهم بذلك دوماً وعلى توالي السنين وتغير الاشخاص ، يصلون الليل بالنهار لتحقيق هذه الغاية لا يرجون جزاءأ ولا شكوراً . يتحدون المخاطر يقتحمون الاوكار مخاطرين بحياتهم لكي يحيى الوطن بأمن وسلام .

سلاحهم ليس البندقية ولا العصى سلاحهم المعلومة التي يجمعونها ويخترقون في سبيل الحصول عليها اقبية الظلام والقائمين عليها . وسلاحهم المراقبة والمتابعة والأعين اليقظة لكل صغيرة وكبيرة ولكل شاردة وواردة لا يهملون اي شيئ ، شعارهم ان النار تشتعل من مستصغر الشرر .

لا ينتظرون الحدث ان يقع بل يسبقون وقوعه ويكشفون القائمين عليه والمخططين له ويتابعونهم في كل حركة من حركاتهم ويرصدون اتصالاتهم ويعدون انفاسهم الى ان تكتمل الصورة ويظهر لهم كل القائمين عليها والمشاركين بها وما اعدوا لجريمتهم من عدة وعتاد ثم يقوم اجناد الحق من اشاوس المخابرات بضرب ضربتهم التي تحمي الوطن من ضربات الحاقدين والمتأمرين عليه ويقومون باقتحام اوكارهم والقاء القبض عليهم ومصادرة ما جمعوه واعدوه من اسلحة ومعدات بهدف استعمالها في عملياتهم التخريبية . وكل ذلك يتم بصمت وسرية ودون اعلان ولا اعلام و بعد ان يقوموا بمهمتهم هذه يتم تسليم المجرمين والمتأمرين للجهات القضائية لأتخاذ الأجراءات القانونية بحقهم ويتم بعدها الاعلان عنها .

وهم يقومون بعملهم هذا بأسلوب حضاري وانساني ودون المساس بالحقوق الانسانية والدستورية والقانونية لجميع المواطنين بما فيهم متركبي العمليات الاجرامية والتخريبية . ودون التكتم على وجودهم في سجن الدائرة ودون منع زيارتهم الا اذا كان ذلك لمتطلبات سرية المعلومات واستكمالها ولفترة محدوة جداً وبناءً على اسانيد قانونية .

وبالرغم من ان فرسان الحق لا يرجون من وراء ذلك الا خدمة وطنهم ومليكهم وشعبهم فأن دعم المواطنين لهم وتعاونهم معهم في ايصال ايه معلومة لهم في وقت مناسب تساعدهم في اداء واجبهم وعملهم . كما ان دعم المواطنين المعنوي لهم وتفهمهم لعملهم واهميته وتقديرهم له ، حافزاً كبيراً لهم للأستمرار بأداء عملهم والتفاني به وهو الامر الذي تقوم به الغالبية العظمى من ابناء الشعب الاردني . وعلى النقيض من ذلك القلة القلية ممن يمارسون التهجم على ما تقوم به دائرة المخابرات العامة ويتهمون ما تقوم به بالعرفية والقسوة والتي لم تكن يوماً من الايام منهجا لها ولا اسلوبها حتى في احلك الظروف واشدها قساوة في تاريخ الاردن .

فلنشد ايدينا بأيدي قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة من اصغر عنصر فيها لعطوفة مديرها الحالي عطوفه احمد باشا حسني مروراً بجميع من حمل شرف الخدمة بهذا الجهاز والذين تولوا رآسته على مدى السنوات الماضية ومنذ تأسيس هذه الدائرة . وحمى الله الاردن وشعب الاردن من كل مؤامرات ومخططات المخربين والارهابين والحاقدين والحاسدين . وحفظ الله مليكنا الهاشمي عبدالله الثاني ابن الحسين وابا الحسين .