فزعة وطن .. فزعة اغاثة المتعثرين
فيصل تايه
15-12-2019 09:18 AM
التخفيف من التحديات والضغوطات التي تواجه المواطنين المتعثرين مالياً ، والعفو عند المقدرة ، بمبادرات طيبة مباركة نحتاجها من اصحاب النخوة والشهامة من ابناء هذا الوطن الشامخ بهم ، ودعماً للأمن المجتمعي ، وإعطاء المتعثرين مالياً املاً لتصويب حالهم ، فقد باتوا يعانون ظروفاً صعبة ، بما يسهم في التخفيف من الأعباء المالية والنفسية التي تثقل كاهلهم ، ويساعد في الحدّ من وطأة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي جرتهم وجبرتهم على ما يمرون به ، وذلك حفاظا على كرامتهم وطيّ صفحة من صفحات الحياة الصعبة المفروضة عليهم .
إن الضغوطات الاقتصادية والسياسية والحياتية وتداعياتها كان لها التأثير القوي بين صفوف الكثيرين من أفراد مجتمعاتنا ، بفعل ظروف ماليه وكساد ، دفعتهم للتعثر والقهر والاستغلال بكافة أشكاله ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتعداه إلى بلوغ حد الافلاس جراء السياسات الاقتصادية التي وصلت إلى ما وصلت اليه ، ولاقت تدهوراً واضحا ، إضافة إلى الفساد الإداري والمحسوبية ، دون تقديم مصلحة الوطن والمواطن كأولويات ، ما أدى ويؤدي إلى هدر الطاقات والإمكانات والكفاءات ما يجرّ الكثيرين للوقوع في مختلف اشكال التعثر والخسارة والإحباط .
ومن عمق فهمنا الصريح لمنطق الحياة المعاصرة وتحدياتها ، انطلاقاً من الحرص على ترسيخ مفاهيم القيم الاصيلة وخاصة قيم التسامح والتعاضد ، بشكل يسهم في تماسك مجتمعنا الأردني وترابطه ، بتأكيد تبني منظومة القيم التي يحل فيها الإيثار بدل الاستئثار ، وروح التسامح بدل التعصب والتزمت ، في عقد اجتماعي أساسه التكاتف والحب والمودة والألفة ..
فعندما تتجلى الإنسانية في ابهى صورها يبادر بعض أبناء هذا الوطن الغيارى بحمل مبدأ ترسيخ مفهوم التسامح والعفو عند المقدرة ، والتنازل عن الحقوق الشخصية والمدنية للمتعثرين ، ضمن نهج ديننا الحنيف ، ما يسهم في تنمية روح الانتماء للوطن والعقيدة والقيم الفاضلة وتعزيز مفهوم الأمن الاجتماعي ، بحيث يشكل هذا التسامح فاتحة خير لبعض لهؤلاء الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة فمنهم المهاجرين قصرياً والمشردين في اصقاع الارض ، او القابعين في مراكز الإصلاح والتأهيل ، ما يشكل فرصة ليعودوا إلى حياتهم وأعمالهم وبيوتهم وأطفالهم وذويهم مجددا ، فهم أبناء هذا التكوين الاردني الاصيل وممن ذلتهم ظروف الحياة ، فالأردن يحتاج لكل ابنائه خاصة في هذه المرحلة ، ولما نواجهه من تحديات مصيرية جسيمة ، ليعودوا الى أداء دورهم ونشاطهم ، فقد بتنا نخشى عليهم ضمن ظروفهم القاسية وفي ظل الظروف والتحديات التي نعيشها ، فكم نحتاج إلى مبادرات الميسورين الخيّرة - -وهم الادرى بالحال و الأحوال والمحال- إلى طي صفحة الماضي ، وبروز ثقافة جديدة لدى هؤلاء اصحاب النخوة الشرفاء ، فتلك من صلب عاداتنا وقيمنا وأخلاقنا ، ونحن على يقين أن هؤلاء المتعثرين ما زالت الحياة تلقي عليهم كل أشكال البؤس والحرمان "فمن فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" صدق رسول الله.
ان المبادرات الطيبة المباركة من اصحاب النخوة الميسورين كم نحن بحاجتها ، ضمن هذه الظروف الاقتصادية العصيبة التي نعيشها ، سعيا للتلاحم الاجتماعي والعمل من اجل مصلحة الوطن ورفعة شانه ضمن رؤية هادفة لزيادة الترابط ورص الصفوف ، وتجسيد البعد الانساني وحرصنا ليلتئم الشمل ، بالتمسك بقيم التسامح والعفو والتفاعل ، فالوطن بحاجة لكل أبنائه ، لاننا نؤمن ان الانتماء الحقيقي بدعم الوطن وعمل الخير ، فالتحديات التي تواجهنا كبيرة ومنها الوضع الاقتصادي الذي يتاثر بمؤثرات عالمية لسنا بمنأى عنها، مما يدعونا الالتفات بوعي وايمان وعزيمة ، لادراكنا اننا أقوياء بتماسكنا وحدتنا ، ونسيجنا الاجتماعي المتين .