الأردن ورسالة التاريخ 2/ 2
د. حازم قشوع
15-12-2019 01:01 AM
واذا كان الأردن يواجه تحديا اقتصاديا عميقا نتيجة حالة الحصار البري جرّاء تداعيات المشهد الاقليمي، وتنامى مناخات العنف والغلو في المنطقة، اضافة الى سقطات التجاذبات السياسية من العالم الافتراضي، فان مواجهه هذه الحالة بحاجة الى استراتيجية وقائية تشاركية اقليمية من جهة وذاتية عميقة من جهة اخرى، وكما بحاجة الى خطط عمل تنفيذية تقوم على الارتقاء في المسارات التنموية وايجاد منصات اعلامية تعمل على تصحيح الحالة الانطباعية السائدة من اجل تعزيز مناخات الثقة مع مؤسسات القرار ومن اجل حماية الاجواء الوطنية من القوى الضاغطه اقليميا.
هذا اضافة الى تأطير حالة الحراك الوطنى والحركة الحزبية في اطار البرلمان الذى لابد ان يحمل سمة البرلمان السياسي بالشكل والمضمون، الامر الذى سيشكل عظيم الاثر في ايجاد حالة المنعة للمجتمع وكما سيسهم في تعزيز مناخات المصداقية، وهو العامل الذى يعول عليه في حلحلة عقدة الثقة والتي بدورها ستعمل على تبديد مخاوف التشكيك بقدرتنا الوطنية من تحقيق المنجز كما ستعمل على اطلاق رسالة جديدة في المناحي الاقتصادية، لتكون قادرة على تحسين المستوى المعيشي وتوفير فرص العمل للشباب، ولان العوامل المؤثرة على منزلته الاقتصادية في اغلبها اقليمية، لذا فان المجتمع الدولى مطالب بالمشاركة في ايجاد الحل والمساهمة في تنفيذ مرامي هذه الحلول من خلال دعم شبكة الامان الاجتماعي وتقديم علوم الصناعة المعرفية والمساعدة على توطين استثمارات وهذا ما يمكن ان تقدمه استمارة المشاركة الاردنية في قمة G20 القادمة التى يشارك فيها جلالة الملك في الرياض.
فان الاردن يمتلك كل المقومات الذاتية القادرة على المساهمة في بناء ذاتية اقتصادية تعتمد على الصناعة المعرفية وتعمل من اجل المساهمة البناءة في اطار الشراكه الاقليمية التى تحفظ السلم الاقليمي وتعنون الاطار التشاركي القادم بكل ما فيه من مراكز داعمة للمسيرة التنموية الاقليمية، لكن على ان يكون ذلك ضمن ارضية سياسية تحفظ الحقوق المشروعة للقضايا المركزية، فان درجة استلهام المتغير القادم يجب ان لا تكون على حساب المرتكز الاساس الذي به يهضم الكل الاقليمي في اطار العمل المشترك، فان العلاقة الطبيعية بحاجة الى ظروف طبيعية واجواء تساعدها على القبول الشعبي للمصالحة التاريخية.
ولقد صدق جلالة الملك عندما قال ان الصعب قد ولى والمستقبل سيشهد افراجات على كل الصعد والتي يتوقع ان يفرضها ايقاع المصالحات الاقليمية، فلقد أدرك من (حرك المتغير والتغيير) ان المنطقة تشكل مركز السلم العالمي وان العبث في امنها واستقرارها هو تهديد للامن الدولي، كما ان شعوب المنطقة تواقة الى باب الخلاص الذى عنده تنتهي دوامات خلط الاستقرار و فيه البيت المستقر وعلى روافده تتشكل جوانب التنمية، وهذا ما يجعل من الاردن يسجل بسياساته ومواقفه رسالة سطرها التاريخ وعنوانها التاريخ القادم بانتهاء مرحلة المخاض بولادة طبيعية.
(الدستور)