تكليف نوعي .. ونفس ملكي جديد
10-12-2009 03:48 AM
ندعو الله من اعماق قلوبنا ان يعين الرئيس الرفاعي وان يوفقه لاختيار فريق عمل متآلف متجانس، فريق وزراء لا فريق موظفين. وقد لفت جلالة الملك انظار الرئيس لفتة نوعية تفصيلية الى معضلة دائمة التكرار من اجل ان يتفاداها ويتجنب اضرارها وهي ظاهرة الوزراء الموظفين الذين تدلنا عليهم استطلاعات الرأي التي تؤكد كلها على المسافات الواضحة التي تفصل ركب الرئيس عن ركب عدد كبير من وزرائه. ولم يخل مجلس وزراء من هذا الاختلال مع التفاوتات الكبيرة بين مجلس واخر.
في كتاب التكليف السامي الذي صيغ بأناقة وعمق وبساطة ودقة، رسائل كثيرة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ومدغمة رشيقة شأن النطق الملكي السامي في شؤون محددة مراميها بعيدة وآمادها رحيبة وتلك مضامين وعبارات وجهها جلالة الملك الى دولة سمير الرفاعي مميزا له ومطوقا عنقه بفضل قلما حازه رئيس من قبل.
ويلفت النظر في هذه العجالة تركيز جلالة الملك الكثيف على رزمة واسعة مستحقة من مواثيق الشرف أحال امر اصدارها وانفاذها الى الرئيس الجديد، فقدم له بذلك كارت بلانش وفرصا هائلة للانجازات المبكرة في مسائل وطنية كبرى ظلت ردحا طويلا من الزمان من العوامل المرحلة التي لا يجسر احد من الاقتراب منها خشية التاثيرات الشعبية ومن اجل كسب انتخابي رخيص فتأجل البت فيها لاسباب غير وطنية وتم تضييع فرص ثمينة على وطننا تحت هذا الهاجس!! وثمة عنوان ملكي عريض هو سحب التعسف في تكييف محتوى الاصلاح ومضمونه ووقف تفريغ هذا الاستحقاق من محتواه وتهزيله في سياق مناورات ماكرة تمت من اجل اضعاف هذه الحكومة او تلك، فأعاد جلالة الملك الروح والحياة الى قيمة الاصلاح الذي لم يعد اصلاحا اقتصاديا، بل عاد الحديث مجددا الى الاصلاح السياسي عميق الاثر في مجتمعنا والناقل الوطني الى رحاب الحداثة والتقدم واعادة بناء الحياة السياسية الاردنية على اسس سليمة لتحظى بجماهير مؤثرة فاعلة لا تنفض لأن ابو فلان قرر الانشقاق عن الحزب.
وتبرز في ثنايا النطق الملكي الانحياز الصحيح الى الطبقات الفقيرة وبياض الشعب فجعل حفظه الله حق المواطن وكرامته خطا احمر مقدسا في مرتبة وقداسة القدس الشريف التي لها في قلوب ملوك بني هاشم وقلوب الاردنيين المقام والمكانة المقدسة السامية.
وهنا علامات جديدة ومحددات للعمل والاداء الاقتصادي والاشارة البارزة الى القطاعات المصابة ويجدر ان اذكر انني اتصلت بالرئيس سمير الرفاعي بتاريخ 7 -11 وعرضت عليه افكار مقالي بلدنا بخير المتعلق بمشاريع عملاقة في قطاعات متعددة سيتم استثمار نحو 30 مليار دينار فيها فوجدته ملما الماما كاملا ومتحمسا لتلك المشاريع الوطنية ومعربا عن حرصه على اقناع المزيد من المستثمرين في القطاعات الحيوية الاردنية.
واعلن جلالة الملك رد الاعتبار لجهد وطني صادق مخلص بذل فيه عدد كبير من الخبراء والسياسيين الاردنيين جهدا علميا وطنيا وقدموا لنا الاجندة الوطنية التي تعد بكل موضوعية الميثاق الاردني الثاني.
ان ما هو في كتاب التكليف - وقد اشرنا الى نزر يسير منه - يحتاج الى فريق يحمل روح الفريق والى وزراء لا موظفين ذوي خيال سياسي وامتدادات شعبية واعماق وطنية ولهذا بدأنا بالدعاء للرئيس الرفاعي بان يوفقه الله في اختيار فريق العمل ومبروك.
الراي.