عمون-يوصي خبراء الصحة والتغذية باستهلاك الخضروات التي لا يشكك أحد في فوائدها الصحية، إذ تعدّ من أهم المكونات التي يؤكدون عدم الاستغناء عنها في نظامنا الغذائي اليومي لقدرتها الثابتة في الحماية من أخطر أمراض العصر، ومن بينها السمنة والسرطان. وللحصول على الفائدة كاملة من الخضار يوصي الخبراء باعتماد تقنيات معينة عند طبخها، وأيضا عند إعدادها للاستهلاك في مراحل التنظيف والتقشير والتقطيع.

تحمل الطريقة التي يتعامل بها الطباخون مع الخضر قبل طهوها أهمية كبيرة تدفعنا إلى العمل على اتّباع أفضلها.

ويتمثّل النظام الغذائي المثالي في مزيج متوازن من الغلال والخضروات والمكسرات والبقول ومنتجات الألبان، وغيرها. ومثل جميع الأطعمة المذكورة في هذه اللائحة، تشكّل الخضار جزءا لا يتجزأ من نظامنا الغذائي اليومي. وتعدّ مصدرا قارّا للفيتامينات والمعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم.

وبالنظر إلى فوائد الخضار العديدة، يجب أن نحرص على أن تكون موجودة في وجبة واحدة على الأقل كل يوم حتى ولو لم نكن مولعين بطعمها.

ويرى البعض في تقشير الخضروات وتقطيعها قبل طبخها مهمة شاقة، إلا أن القيمة الغذائية الهائلة التي تمنحها تستحق كل الجهود المبذولة للحفاظ عليها. وعند طهوها بطريقة معينة مع بعض المكونات المحددة، تعطي طعما رائعا يكاد يعكس أهميتها.

ووظّفت بعض الثقافات الخضروات كأساس ثابت لوجباتها، ونذكر الطعام الهندي مثالا على ذلك؛ أين تشتهر أطباق الخضار مع الدجاج المصلي أو الأرز.

وتوفّر الخضار جلّ المكونات الغذائية التي تحتاج إليها أجسامنا، فبالإضافة إلى كونها مصدرا مهما للفيتامينات والمعادن، فإنها تقلل من خطر السمنة مما يقي الجسم من الأمراض المزمنة، مثل مرض القلب والشرايين والسكري وارتفاع ضغط الدم.

وجلّ الخضار مشبعة بالسيليلوز الذي يصعب امتصاصه في المعدة، مما يطيل وجوده فيها ويُخفّض الشعور بالجوع، وبذلك يُحرّك الأمعاء وباقي الجهاز الهضمي، ويحسّن عملية الهضم. كما توفّر مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من أمراض مختلفة، من بينها السرطان.

ولكن، هل تعرف ماهي الطريقة الأمثل التي يجب أن تتبعها عند تقشير الخضروات وقطعها حتى لا تخسر خصائصها الغذائية؟

تحمل الطريقة التي تتبعها في التعامل مع الخضار قبل طهوها أهمية كبيرة تفرض علينا اتّباع بعض الخطوات دون غيرها. لذلك، يقدّم الخبراء بعض النصائح والحيل الذكية للمساعدة على تقشير الخضروات وقطعها بطريقة تمكّننا من الحصول على أقصى فوائد صحية منها.

اغسل الخضروات قبل تقشيرها لإزالة الأوساخ والاحتفاظ بالفيتامينات القابلة للذوبان التي قد تفقدها إذا غسلتها بعد التقشير.

تشير بعض الدراسات إلى أن قطع الخضار بسكين غير حاد يساهم في إهدار بعض العناصر الغذائية التي تتميز بها. ويمكن أن يقلل استخدام سكين حاد من خطر انتشار البكتيريا على سطحها، ويمكن أن يمنع تليّن هذه المكونات المهمة.

كلما بالغت في تقطيع الخضروات زادت سرعة تلفها، حيث تفقد الرطوبة ولونها الطبيعي وبعض المواد الغذائية الموجودة فيها. لذلك، إذا كنت تخطط لتخزين الخضروات لطهوها في وقت لاحق، حاول أن تكون القطع أكبر. ويجب أن تحرص على طهو الخضار المبشورة واستهلاكها على الفور.

حاول أن تقشّر الخضار بطريقة قريبة من غلاف القشرة الخارجية؛ وهكذا، ستحصل على أكبر قدر ممكن من العناصر الغذائية منها، فعلى سبيل المثال، اكتشف الباحثون قدرة قشرة البطاطا على منح الجسم ما يحتاج إليه من ألياف وبوتاسيوم وحديد. ولوجود الألياف فيها، تساعد قشور الخضار على تعزيز الشعور بالشّبع لفترة أطول.

بعض الخضروات تحتوي على قشرة صالحة للأكل، وتعدّ مفيدة لاحتوائها بجملة من الفيتامينات والمعادن

تعرّف على هذه الخضار وحاول الحفاظ على قشرتها للحصول على أقصى قدر من الفوائد منها. وتشمل اللائحة الخيار والباذنجان والبطاطا.

هذه الخطوات تساعدنا في استغلال الخضروات بأفضل طريقة ممكنة. ويجب أن تتذكر أن مهمة الحفاظ على الفوائد الغذائية لا تقتصر على التقشير والتقطيع. وأثبتت الخضروات المطهوة بالبخار فاعليتها في تحقيق هذا الهدف، إذ لا تعرّض المكونات لدرجات حرارة عالية على عكس السّلق والقلي.

وكلما طالت مدة الطهو، زاد فقدان الخضروات لفوائدها، وهو ما أكدته العديد من الدراسات والبحوث العلمية. وإلى جانب طرق الطهو يوصي خبراء التغذية باعتماد طرق صحية في التقشير والتقطيع لكي لا نخسر بعض فوائد الخضار.