كان الله في عون" الملك" ولي الامر, فالمنطقة والاقليم "والله اعلم " باتا على حافة بركان ,ومعظم النخب عندنا في صراع حول من سيذهب ومن سياتي ,من سيحظى بالغنيمة ومن سيغادر المكان ,هذا هو حالنا وللاسف, في وقت تشير فيه قراءة المشهد السياسي العام للمنطقة والاقليم الى ان هناك حدثا كبيرا سيقع وربما في وقت ليس ببعيد , وهو حدث تذهب اكثر التوقعات تشأوما الى اعتقاد انه سيكون حربا جديدة "لاقدر الله"على خلفية الملف النووي الايراني والجدل المثير الدائر حاليا بين ايران من جهة وكل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا من جهة ثانيه!.
في الاطار العام للمشهد تواصل طهران منهجية المناورة السياسية في تعاملها مع استحقاقات الغرب تحديدا , فهي لم تغلق الباب كاملا ولم تفتحه كاملا بل تتركه مواربا, وهي تدرك تارة ان الولايات المتحدة ليس في وضع يؤهلها لشن حرب جديدة او حتى لقيادة حرب جديدة في المنطقة وعلى نحو لا احد يعلم نتائجه ومداه ,مثلما تدرك تارة اخرى ان شن حرب كهذه عبر "فزعه" اوروبية مدعومة من روسيا واليابان ومعظم دول الاقليم امر ممكن وممكن جدا !.
نذر الزلزال السياسي العسكري المتوقع في الاقليم وما سيترتب عليه من استحققات , تستند الى مجموعة شواهد وحقائق لعل منها ان الولايات المتحدة حددت رسميا نهاية العام كموعد نهائي لايران لاعلان موقف واضح يطلبه "المجتمع الدولي "حيال برنامجها النووي ,اي ان اسابيع قليلة باتت تفصل بين طهران وهذا التحذير الاميركي الواضح ,فيما عدلت روسيا من موقفها التقليدي الرافض لاية اجراءات او عقوبات ضد ايران ,واخذت تردد اليوم ان على طهران اعلان حقيقة وضعها النووي بوضوح تام إن هي ارادت استمرار دعم موسكو لها ,وهذا موقف روسي جديد يشير بصورة او بأخرى الى ان موسكو تدرك حقيقة ما يجري وانها لن تغامر بمصالحها الاستراتيجيه لدى الغرب من اجل مصالح اقتصادية تكتيكية لدى ايران , وبالتالي فان رهان طهران على موقف روسي يمنع وعبر مجلس الامن الدولي فرض عقوبات على ايران او شن حرب ضدها بات رهانا غير ذي معنى!.
وبتناغم الموقفين الاميركي الاستراتيجي والروسي المستجد من ازمة الملف النووي الايراني و المدعومين وبقوة بموقف اوروبي واضح يرفض السماح لطهران حتى بمجرد التفكير بامتلاك السلاح النووي , تكتمل المعادلة الدولية المطلوبة للضغط على ايران خاصة وان الصين ليست معنيه كثيرا بالوقوف ضد تجمع دولي هو الاكبر من حيث القوة كهذا التجمع الاميركي الاوروبي الروسي المسنود بمواقف متباينة في الاقليم وذلك تبعا لمخرجات السياسة الايرانية التقليدية التي قللت اصدقاء ايران وزادت"ولسؤ الحظ " في المقابل خصومها والمتوجسين من نهجها!.
بين هذا وذاك يبرز الموقف الاسرائيلي الداعي لا بل والمتوسل لضرب ايران اليوم قبل الغد ,وهو موقف تنبهت اسرائيل مؤخرا او جرى تنبيهها من قبل دوائر غربية ذات صلة الى انه يبقى ضعيفا وغير مؤهل لدعم من احد ما دامت حكومة اليمين الاسرائيلي الحالية تجافي مبادئ السلام العادل في المنطقة وتواصل منهجية الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتله,ومن هنا بادر "نتنياهو"الى تخاذ موقف يعتبره هو موقفا ايجابيا عندما اعلن تجميد الاستيطان ولفترة زمنية محددة ,معتقدا انه موقف يرضي العرب والغرب معا ويوجه اهتمام الجميع نحو الملف الايراني الذي يرى فيه اولوية يجب ان تسبق كل اهتمام آخر خلافا للرؤية العربية عموما وللرؤية الغربية التي باتت تقف اليوم في المنطقة الوسط بين الموقفين العربي والاسرائيلي حيال قضية الاستيطان الاسرائيلي الذي يرى فيه العرب نسفا كاملا لعملية السلام برمتها!.
في السياق اخذت تصدر عن اسرائيل مؤخرا اشارات وتهديدات واضحة ليس ل "حزب الله" اللبناني وحده, وانما للبنان كله بحجة ان "حزب الله"بات اليوم يملك صواريخ قادرة على الوصول الى مفاعل "ديمونا" في الجنوب والى جميع المدن الاسرائيلية بلا استثناء, وهو "تطور"تقول اسرائيل انها لن تقف مكتوفة الايدي ازاءه, لا بل فقد اكدت المتحدثة باسم الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل لن تنظر ال "حزب الله"باعتبارة ميليشيا تملك اسلحة ,وانما هو اليوم جزء من الدولة اللبنانية وذلك نسبة لمشاركة الحزب في الحكومة اللبنانية الجديدة!.
اذن ...كل الشواهد تؤشر الى إن هناك حدثا كبيرا سيقع ,وان حدثا كهذا قد يكون بل هو سيكون حربا تقودها الولايات المتحده وعبر مجلس الامن الدولي للتعامل مع ازمة الملف النووي الايراني ,وسيحدث هذا في منطقة حبلى بالمفاجات والهموم والمشكلات والتحديات , منطقة تعاني الفقر والخوف ونقص فى الاموال والمياه والثمرات ,وسيسعى كل طرف فيها لتأمين مصالحه هو دون سواه تماما كما حدث في حروب سبقت!.
ترى ...اين هي مصالحنا واين نحن من كل ما سيقع؟ في وقت تنحصر فيه اهتمامات النخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية عندنا" ولسوء الحظ" بالتغيير والتعديل والتشكيل ومن سيكون او لا يكون وعلى نحو شكلي يخلو من مضمون , فنحن هذا الاوان نختلف ولكن لا من اجل الوطن وانما على الوطن , لا من اجل حاضر ومستقبل اجياله,وانما من اجل مصالح خاصة وبامتياز! ,وهو حال نسأل الله ان يتبدل بما هو افضل وعلى نحو نكون فيه جميعا صفا واحدا مع بلدنا وخلف قيادتنا كي نضمن السلامة في النفس والوجود والمصير والمبدأ الاسمى والهدف الاكرم والغاية الانبل, بعيدا عن كل تفكير هابط او سلوك شائن او اوهام وتصورات بائسه .
نعم كان الله في عون الملك والوطن وكل الطيبين على هذه الارض المباركة ايا كانت مشاربهم , وهدى الله الى سواء السبيل كل اولئك الذين مازالوا يؤمنون بان استخدام الاوطان مقدم على خدمتها , وان "الشطارة"هي في اقتناص الفرص حتى لو كان ذلك على حساب عذابات العامة, ولا حول ولا قوة الا بالله.
She_abubakar@yahoo.com