الحسين بن علي والتضحية لأجل فلسطين
محمد يونس العبادي
12-12-2019 08:26 PM
إنّ تأمل الصحف الفلسطينية الصادرة بالربع الأول من القرن الماضي، يظهر مدى التقدير الذي أعربت عنه آنذاك للحسين بن علي ومواقفه.
ومن بين هذه الوثائق، افتتاحية جريدة اليرموك في عددها رقم 502 والصادرة يوم الأحد الموافق 30 تشرين الثاني سنة 1930م.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها بقلم عبد الغني الكرمي وهو رئيس التحرير المسؤول: "لا ريب وهذا ما لا يستطيع أحد من انكاره، فالثورة العربية الكبرى الأولى التي فجرها الشريف حسين بن علي، قد تركت في النفوس أثرا لا يمحى وكانت الأساس العملي لطموح العرب وهي حجر زاوية لمجهوداتهم التي سيثابرون على بذلها إلى أن تحين ساعة الخلاص الحقيقية".
ويواصل القول مسترسلاً وشارحاً غدر الحلفاء: "وإذا كانوا فشلوا في محاولتهم الأولى وقلبوا لهم حلفاؤهم ظهر المجن وضرب أولئك الحلفاء أمانيهم ضربة قاصمة، فأنهم تلقوا من ذلك درسا قاسيا يجعلهم حذرين وغير مطمئنين ،أن الحوادث التي سلفت علمت العرب ان يعتمدوا على أنفسهم وان يناضلوا ضد الرغبات "الحلفاء الاوفياء" في ضرب عبوديتهم على العرب".
ويمضي بالقول "إن ذكرى الحسين بن علي زعيم أول ثورة عربية وقائد أول جيش عربي هب ينشد استقلالا تاما لبلاده وقومه ستظل.. وستبقى ثورة الحسين ذكرى مقدسة يحيط بها الاجلال والإعلام أبد الدهر".
ويستحضر الكاتب المقبل في تلك اللحظة وكيف سيستذكر الأوفياء من العرب الحسين بن علي، بقوله "وسيظل العرب يقدرون عظمة الحسين وهو جالس على عرشه ومقصى عن وطنه وهو الآن أقعده المرض، لكنه قد أصبح ، ذكرى مجيدة وستكون نياته وأغراضه أكبر حافز للعرب على المضي في جهادهم الوطني حتى يفوز حقهم على باطل اعداء نهضتهم أولئك الذئاب الذين لبسوا ثياب الحمل زمنا".
وناصل القراءة مع الكرمي بقوله ".. وتبقى حياة الحسين لعبرة للمعتبرين وإن الذكريات الخالدة لتعاود الأذهان كما رردت إلالسنة اسمه فهو الأول الذي سلك سبيل القويم لاستقلال العرب".
إنّ أهمية ما كتبه الكرمي ينبع من تأكيده لدور الحسين بن علي وتأكيده على عروبة فلسطين حيث يقول "وها نحن نشاهد بعد أنقضاء أربعة عشر عاما على اندلاع ثورة العرب، أن الحسين جاهد وناضل بأخلاص لا حد له، وسيبقى جحود حلفائه ومجازاتهم إياه من إنكار، هو عندنا أعمال جليلة قام بها لإعلاء شأن العرب، وضحية فلسطين، قضية العرب الأولى الباقية".
إن هذا التاريخ بكل ما يحمله من صور ودلالات بحاجة استحضار لندرك نحن أبناء هذه الحاضر الصعب مقدار التضحيات ومقدار الأوفياء لدى الأوائل منا.