عمون-تنطلق حمية جديدة كل يوم للتخلص من الوزن الزائد ومحاربة السمنة، وتتعدد الطرق والأساليب لاتباع هذه الحميات، فأثبت بعضها كفاءته مع الأيام، بينما لم تؤتي الكثير منها بالفوائد المرجوة.
كما تساهم ثقافة المجتمع وطريقته في تناول الطعام، من انتشار السمنة وإصابة العديد بها بسبب العادات الغذائية السيئة، وتجاهل ممارسة الرياضة بالشكل الكافي، لذا نجد زيادة معدلات السمنة في بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بينما يتمتع الشعب الفرنسي بالقوام الممشوق والصحة الجيدة، فهل هناك سر ما وراء ذلك؟
توضح صحيفة ميدكال ديللي هذا السر، بأن الوجبات السريعة هي السبب وراء انتشار السمنة في الولايات المتحدة، وأن 40% من الأشخاص هناك يعانون من السمنة، أما في فرنسا التي تتمتع بثقافة تناول الطعام تحت شعار "الطعام من أجل المتعة"، فيبلغ معدل السمنة بها 17% فقط.
تشتهر فرنسا بالمطاعم الفاخرة والمعروفة حول العالم، كما تنتشر بها المخابز الفرنسية ذات السمعة الطيبة، وبالرغم من اعتياد الفرنسيين على تناول الطعام خارج المنازل أكثر من الأمريكيين، لا تنتشر السمنة بنسبة كبيرة بفرنسا مقارنة بأمريكا.
ولأن الأكل ثقافة أكثر من كونه عادة وضرورة من ضروريات الحياة، يعتمد معظم الفرنسيون حمية تسمى حمية المعجنات الفرنسية، ومن الغريب أنهم لا يعرفون أنهم يتبعون هذه الحمية بل هو أسلوب حياه اعتادوا عليه، ولكنها وبحسب الخبراء نظام غذائي جيد، يحقق التوازن المطلوب في الجسم ويمده بالمكونات الغذائية اللازمة.
تعج المخابز الفرنسية بالكرواسان والإكلير وغيرهما من المعجنات المصنوعة من الدقيق والسمن، لكن الفكرة تكمن في حجم هذه القطع التي تقدم بحجم صغير للغاية، ويتناولها الأشخاص كوجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، ما يساعد على عدم الافراط في تناول الطعام، ويشعرهم بالشبع طوال اليوم.
ليس ذلك فحسب، بل تُمارس رياضة المشي بين الفرنسيين كأسلوب حياة، ويركبون الدراجات بصفة يومية ويتم تشجيعهم على ذلك من قبل السلطات المعنية، ما يؤكد أن الحمية الغذائية ليست طريقة معينة لفقدان الوزن الزائد، وأن الأمر لا يتعدى الاختيار الصحي لما نأكله، والعادات الصحية التي نتبعها وكلها عوامل تصب في النهاية في مصلحة المرء وتعزز من صحته. (صحتك وجمالك)