عمون .. صوت الأردن في العالم
المخرج فضل يانس
12-12-2019 11:07 AM
أن وكالة عمون الإخبارية تلعب دوراً متميزاً في علاقاتها بالسياسة الداخلية والخارجية للأردن من حيث التنظير لها والتبصير ببعض المشاكل الأساسية فيها لذلك اعتقد أن دور وكالة عمون هو أنها تخلق الفرصة أساساً للحوار بين الاكاديميين وخبراء السياسة وهي تشكل نافذة يستطيع الكتاب من خلالها التأثير في نظرائهم بالكلمة فهي وكالة عمون منبر للحوار بين الخبراء فهي تحاول أن تخلق مجتمعاً علمياً للسياسة الأردنية فهي نافذة للأردن على الفكر العالمي والهدف هو تحقق وتخلق جماعات اكاديمية وعلمية مهتمة بالسياسة الخارجية وتخلق لغة مشتركة بينهم ومن خلال هذا يتم التأثير في صناعة القرار أتصور دون شك أن وكالة عمون الإخبارية تلعب دوراً تعليمياً وتنسيقياً بين المهتمين بالسياسة الخارجية فهي تتبنى خط طرح الرؤية فحين تطرح رؤية فأنك لا تلتزم بالمفهوم الأكاديمي بل تحاول ابتكار أفكار جديدة فهناك محاولات دائمة للجميع بين متابعة الأحداث أو سبقها بمعنى أن تتابع ما حدث أو تسبقه وتكتب توقعات عنه.
أن وكالة عمون الإخبارية تقدم نفسها لمجتمع يختلف الآن ما سبق فقد ازداد عدد المتعلمين في الأردن كما ازداد عدد المهتمين بالسياسة وهناك اهتمام بالغ بين المثقفين والشباب فقد ظهر في الأردن والعالم العربي مجموعات مهتمة بالسياسة الخارجية كما ظهرت أقسام جديدة للعلوم السياسية في الجامعات الأردنية إذن وكالة عمون تخاطب مجتمعاً جديداً وأصبحت تؤمن بطرح فكرة الرؤية التي أصبحت مطلباً هاماً فنحن نحتاج إلى رؤية جديدة توضح الدور الأردني والعربي. في ضوء هذا نجد وكالة عمون الإخبارية مطالبة بأن تسأل نفسها عدة أسئلة هل في المرحلة القادمة أن تقدم رؤية جديدة في موضوعات معينة وهل ستقدم نفسها للمتخصصين فقط أم ستخاطب أيضاً غير المتخصصين.
فالوكالة تصر على الهدف بالإسهام في صياغة رؤية أردنية لما يدور في العالم من حولنا وتلتزم وكالة عمون في معالجتها للموضوعات بالموضوعية التي هي المقابل الاصطلاحي والفلسفي للذاتية فقد نجحت وكالة عمون في أن تكون صوت العالم الثالث والجمهور التي تخاطبه وكالة عمون والطموح للخروج من المحلية إلى العالمية من خلال طرح الرؤية فهي تستثير النخبة لتقدم رؤية وتظهر مشكلة أن النخبة تعاني من أزمة تكرار الأفكار فهي تطرح نفس الأفكار وكلنا يشكو من هذه المشكلة.
وفي النهاية فإن مشكلة طرح الرؤية واستثارة النخبة حتى تقدم الرؤية مشكلة يجب أن تأخذ في الاعتبار وهل تستطيع الوكالة أن تقوم بهذا الدور ام لا وهل ترتبط هذه الرؤية بوجود قيود أو عقبات فلا يستطيع الكتاب ان يقدموا أفكارهم فقد خرجت وكالة عمون من مرحلة التوثيق إلى مرحلة الإبداع والبحث عن الرؤية واستثارة النخبة لتقديم رؤى وأفكار معمقة وأن تستمر فيما نجحت فيه وهو مجال الدراسات التحليلية مع مراعاة أن عمون الإخبارية في حاجة أكبر إلى اعتماد أسلوب التخطيط والتكليف والتدخل خاصة في مجال الدراسات وإلا تترك للمصادقة والتلقائية والحقيقة أن الأردن تغير والجماعة الثقافية تغيرت وعمون الإخبارية تتغير بأسلوب منهجي متطور ومبدع فقد أعيد تبويب الوكالة وفقاً للقضايا المطروحة على الأجندة العالمية وما يشغل التفكير العالمي من قضايا مرتبطة بالكونية مثل الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان واقتصاد السوق فهي منبراً للحوار حول هذه القضايا الساخنة وأن وكالة عمون مستمرة في التركيز على تفاعلات النظام الدولي مع الدخول في حوار عالمي يستدعي الكتابة باللغة الإنجليزية.