الحكومة وفريقها الاقتصادي
د. فهد الفانك
09-12-2009 03:55 AM
شعبية الحكومة كما رصدها الاستطلاع الأخير تعتبر مرتفعة جدا في مجتمع أردني لا يعجبه العجب ، فناسنا لا يعجبهم النواب الذاهبون ، ولا النواب القادمون. ولا يعجبهم الوزراء الحاليون ولا الوزراء القادمون. ولا تعجبهم مجالس أمناء الجامعات ، ولا أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي ، فالمطلوب أشخاص فوق مستوى البشر لكي يتولوا المناصب العامة ويرضى عنهم المعلقون.
هجوم مركز على الفريق الاقتصادي ، وكأنه مسؤول عن الأزمة العالمية وتداعياتها المحلية ، مع أن السؤال في هذه الحالة هو ما إذا كان هناك إجراءات أخرى لم تتخذها الحكومة وكان من شأنها أن يكون النمو أعلى من 3% بالأسعار الثابتة ، وأن ترتفع قيمة الصادرات بالرغم من ركود الأسواق العالمية ، وأن ينخفض عجز الموازنة بالرغم من هبوط المساعدات الخارجية وزيادة النفقات الرأسمالية لتنشيط الاقتصاد.
هناك نتائج وأوضاع لا تستطيع أية حكومة أن تغيرها ، فلا تلام الحكومة إذا لم تستطع منع التضخم من الارتفاع في سنة 2008 ، ولا تشكر إذا انخفض التضخم إلى مستوى الصفر في 2009 ، ففي الحالتين هناك عوامل محلية وخارجية لا يمكن التعامل معها بعصا سحرية ، بل فقط بما يخفف الأضرار كما حصل فعلا.
الفريق الاقتصادي ليس مثاليا ، ومن حق المراقبين أن ينتقدوه ، ولكن بتحديد القرارات والسياسات الخاطئة التي اتخذها الفريق ، وتحديد البدائل المقترحة.
خلال سنة الأزمة (2009) كانت خيارات الحكومة وفريقها الاقتصادي بين السيء والأسوأ ، وقد استطاعت أن تجتاز السنة الصعبة بأقل الأضرار ، فلا يجوز أن تلام على انخفاض حوالات المغتربين من دبي ، أو انخفاض عدد السياح من أميركا وأوروبا ، أو انخفاض حصيلة ضرائب العقار ، أو توقف المنح العربية.
أرجو أن يكون التسريب الذي اعتمدت عليه وكالة الأنباء الفرنسية سابقا لأوانه ، فلسنا بحاجة اليوم لفريق وزاري جديد لن يختلف كثيرا عن الفريق الحالي إلا بحاجته لشهور عديدة للتعرف على القضايا الراهنة.
الراي.