عندما تحتضن البادية شجرة الميلاد .. !!
د.طلال طلب الشرفات
11-12-2019 10:46 AM
عندما تحتضن البادية شجرة الميلاد..!!
في هذه الأيام المفعمة باحتفالات الوطن بعيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، تحتضن بادية الشمال الشَّمّاء احتفال إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد في بادرة تعبر عن مشاعر الأخوة في الوطن والدم، والمصير المشترك، والتمازج الإنساني الذي يحكي قصة عظمة هذا الشعب، وقيمه الساميَّة في ظل قيادة هاشمية حكيمة رسخت معاني العيش المشترك، وأبجديات الروابط الإيمانية بين المسيحيين، والمسلمين في إطار الوطن الواحد من أقصاه إلى أقصاه، وأمتنا الخالدة من المحيط إلى الخليج.
في البادية حيث الفطرة، وسجايا النقاء الذي لا يتوقف عند اجتهاد، أو عرق، أو دين في إطار الإنسانية، وهي معين الوفاء لكل الأردنيين أياً كانوا، وأياً كانت مشاربهم الفكرية وانطباعاتهم الوجدانية، البادية بعنفوانها الرصين هي المحبة الصادقة، والوفاء الأبدي للكرك، والربة، وإدر، والسماكية، وحمود، ومأدبا، والبلقاء، والفحيص، وإربد، والحصن، وشطنا، وعجلون، وعنجرة، والمفرق. في البادية يُلتزم بأصوات المآذن، وتُحترم أجراس الكنائس، وتزال الفوارق بين الأردنيين ما دام الحداء الوطني الخالد يصدح في حناجرهم، والشمس الاردنية الأصيلة لم تغادر محياهم.
بعد غدٍ ستضاء شجرة المبلاد في أم الجمال "الواحة السوداء" لأول مرة منذ التأسيس في مبادرة وطنية، ورسالة أخلاقية صادقة تجاه إخوتنا، الشركاء في الوطن أتباع المسيح عليه السلام فمبادرة رئيس المجلس البلدي المبدع المخلص المتفاني، وأهالي البادية والمنطقة تستحق الإشادة والتقدير، وتعبر عن أمنياتنا الصادقة لأهلنا المسيحيين بعيدٍ مجيد، ولوطننا الحبيب الظفر والسؤدد، والفلاح، ولقائدنا المفدى وأسرتنا الأردنية الواحدة الخير، واليُمن، والهناء.
زيارة الرئيس الأولى للبادية الشمالية في هذه المناسبة الوطنية تعبر عن سمو ابناء البادية ونكرانهم للذات، وإيمانهم بأن الوطن للجميع، وأنهم سيظلون سنان الرمح في الدفاع عن الدولة، وقضاياها وأولوياتها الوطنية وهيبتها، ويسترون عيوب الوطن باعتبار أن العزاء يكمن في أن التجاهل المرير الذي تعمدت الحكومات ممارسته تجاه البادية يُقابله تقدير وإنصاف حكومي لفئات أخرى من الأردنيين ومناطقهم، وهم مؤمنون أن الوصاية السلبية، والإقصاء الممنهج الذي وسمت به البادية في العقد الأخير سينتهي حتماً عندما تدرك الحكومة أن الشفافية، والمساواة، وتكافؤ الفرص هي حق دستوري لكل الأردنيين في المدن، والقرى، والبوادي، والأرياف، وأن الله قد أكرمنا بقيادة هاشمية أصيلة تنصف الأردنيين مهما طال التجاهل، أو تفاقم النكوص عن الإنصاف.
منظومة القيم الساميّة في المجتمع الأردني تعبر عن حالة التلاحم الشعبي بين الأردنيين، والبادية التي انتهجت العفوية، والنقاء، والطيبة، والعنفوان نهجاً ومنهجاً في بناء اللحمة الوطنية مع الأردنية، والتوأمة مع كل المخلصين، والانحياز الكامل للهوية والتراب، والقيادة والجيش، والأجهزة الأمنية التي ستبقى الساعد الأيمن للوطن في رد العاديات عنه، وسيبقى الشِّيح، والقيصوم عطر أنفاس أبناء البادية في نصرة الوطن والوفاء للراية الهاشمية الخفاقة أبد الدهر بعون الله، وكل عام والوطن وقاىًد الوطن وإخوتنا المسيحيين بكل خير...!!
الدكتور طلال طلب الشرفات