(احترم نفسك) بدل (شيل إيدك) !
رنا شاور
08-12-2009 11:22 PM
لأن الأعمال بالنيات نقدم الشكر للحملة التي أطلقها شبان ناشطون في الأردن بعنوان (شيل إيدك) لمواجهة التحرش الجنسي. فالنية من ذلك بحسب ماجاء في الإعلام التثقيف والتعريف بحقوق المرأة، بالإضافة إلى التمكين القانوني للمرأة للدفاع عن حقوقها ورفع مستوى الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمع بخصوص قضايا التحرش.
يفهم من عنوان الحملة ( شيل إيدك) أن التحرش هو الجسدي فقط، إلا أن ما تعانيه المرأة من التحرش اللفظي أفظع بكثير ويحصل أضعاف المرات التي قد تتعرض فيها امرأة للتحرشات الجسدية. وأسوأ أنواع التحرشات تلك التي تحصل في بيئة العمل حيث يفترض أن يحافظ الرجل على حقوق الزمالة ويحترم نفسه وزميلته وخصوصية المكان .
وإذا أردنا أن نثير الموضوع بطريقة ما فلتكن الحملة رافعة لشعار (احترم نفسك) لأن التحرشات اللفظية سيئة للغاية بحق انسانية المرأة ، سيئة إلى الحد الذي تضطر فيه المرأة العاملة التي يستبيحها رئيسها أو زميلها إلى التخلي عن عملها أو تطلب نقلها كونها عاجزة عن الإفصاح عن ما تتعرض له من مضايقات من زميلها الرجل. فحالات التحرش في البيئة الوظيفية لا يتم الإبلاغ عن أكثر من ربعها بحسب منظمة العمل العربية حيث تتقدم النساء بشكاوى تخفي في أغلبها خلفيات تحرش من رئيس العمل بدءا من التحرش الشفهي كالتعليقات والتلميحات وطرح أسئلة تخدش الحياء مرورا بالتحرش عبر النظرات الموحية وحتى أقبح وأكثر أنواع التحرش أذى وهو اللمس الجسدي بالمباغتة أو الإكراه أو التخجيل لما يتضمنه من عدم احترام وإهانة للنفس البشرية.
لا حل لمشكلة التحرش في البيئة الوظيفية إلا بقانون رادع من خلال إدارات الشركات ذاتها بدءا بالتأنيب وصولا إلى سحب الأمتيازات الوظيفية، ويبقى ذلك صعبا في ظل غياب أدلة الأعتداء التي لا تظهر أصلا للعيان وتحضره فقط الضحية والمتهم، أما وفق قانون العقوبات الأردني فليس التحرش من الجرائم التي يجوز فيها التوقيف ،وحتى تقع الإجراءات العقابية يتطلب وقوع أي فعل منافٍ للحياء الإتيان بشهود أو أثبات حدوثه بتقديم أدلة الأمر الذي يعتبر من أصعب الأمور على المرأة، أو أن يعترف المعتدي بما أقدم عليه وذلك أشبه بالمستحيل.
التحرش قد يكون مضايقات بسيطة تؤذي نفسيا ويمتد للمضايقات الجادة مسببا أذى جسديا وروحيا واجتماعيا، وهو فعل مشين بكل المقاييس، مخجل ومستفز ويشير لتدني أو انعدام احترام الفرد المتحرّش لذاته.
إذا كان ثمة اتهام من الرجل بزعمه أن المرأة تستفزه للتحرش بطريقة أو بأخرى، فإن ثمة مسؤولية يجدر تذكير المتحرش بها بعدم ارتكاب هذا الفعل دينيا وأخلاقيا وكأنه يبرر رفع المسؤولية عن نفسه ويلقيها على الطرف الثاني وهذا مرفوض تماما ً لأنه ينظر للمرأة كموضوع جنسي وكيان متاح ومستباح. التحرش الجسدي يقع في الأردن كما في أي بلد في العالم، لكنه لا يصل لمستوى السعار كما يحصل في دول عربية أخرى، فليكن الشعار الموجه للمتحرش (احترم نفسك) حتى لا يصل الحال المخجل لأن نقول له (شيل إيدك).
الراي.