بشائر انفراج الازمة الخليجية
السفير الدكتور موفق العجلوني
10-12-2019 12:28 AM
الخلافات بين الاشقاء امر طبيعي ، بل أحيانا له جوانب صحية ، و تكون سحابة صيف وتنجلي و تعود المياه الصافية الى جداولها تحمل في ثناياها كل الخير و المحبة . و حقيقة اثناء زياراتي المتعددة الى كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة ، و دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، و دولة قطر الشقيقة، وتواصلي مع الاشقاء أصحاب السعادة السفراء لكل من مملكة البحرين و سلطنة عمان و الكويت و التقائي بعدد من المسؤولين و الدبلوماسيين على المستويين الرسمي و الشعبي ، لم المس الا الحب المتبادل و التقدير بين الدول العربية الخليجية جميعها و انتظار اللحظة لعودة العلاقات الى طبيعتها .
و ها هي بشائر الخير ترفرف في سماء الرياض و الدوحة مع قرب انعقاد القمة الخليجية و قمة مجموعة العشرين و التي بكل فخر و اعتزاز لأول مرة تترأس المملكة العربية السعودية مجموعة العشرين ، وهذه الخطوة غير المسبوقة بتولي المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين ، هي مجال فخز و اعتزاز ليس للمملكة العربية السعودية فحسب وانما الى كل دول مجلس تعاون الخليج العربية و الدول العربية و الإسلامية عامة ، لما تحتله المملكة العربية السعودية من اهمية خليجية و عربية و إسلامية و دولية .
نتطلع خاصة نحن في الاردن قيادة و حكومة و شعباً الى بشائر الانفراج القريب بإذن الله في العلاقات الخليجية بين الاشقاء . و دلائل هذا الانفراج الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله لصاحب السمو أمير دولة قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ، لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد هذا اليوم في العاصمة الرياض . و لا ننسى العرس الرياضي الخليجي الدي استضافته دولة قطر تحت رعاية سمو الشيخ تميم ، بمشاركة منتخبات السعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج العربي لكرة القدم "خليجي 24" و فازت مملكة البحرين بهذه البطولة حيث قام سمو الأمير الشيخ حمد بتسليم الكأس الى فريق البحرين مقدماً التهنئة لفريق البحرين . علاوة علي الزيارة التي قام بها معالي وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الرياض الشهر الماضي ، حسب ما اشارت عدد من المصادر و لقاء معالي الشيخ ال ثاني بالأشقاء المسؤولين السعوديين بهدف انهاء الأزمة الخليجية ، و عودة العلاقات الى طبيعتها .
و ان شاء الله هذه القمة الخليجية المباركة في الرياض وقمة مجموعة العشرين التي يشارك فيها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ضيف شرف بدعوة من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ، الى جانب اخوانه أصحاب الجلالة و السمو القادة الخليجيين ستكون فرصة ذهبية في الاتجاه الصحيح و عودة العلاقات الأخوية الى سابق عهدها لا بل أقوى من سابق عهدها ، وخاصه في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة .
نتطلع قريباً ان شاء الله الى الاحتفال هنا في الأردن و في دول مجلس تعاون الخليج العربية جميعها و جمهورية مصر العربية بعودة العلاقات الخليجية الى ارقى معانيها ، ونرى السفراء قد عادوا الى مواقعهم كما عاد سفيرنا سعادة الزميل زيد مفلح اللوزي الى الدوحة و سعادة سفير دولة قطر الشيخ سعود بن ناصر ال ثاني الى عمان .