لم تغب القدس عن وثائقنا بعد النكسة عام 1967 إذ تروي الوثائق الكثير من وجوه الرعاية الهاشمية التي حظيت بها وإلى التواصل المستمر بين الدولة وأهل المدينة.

إذ تعبر وثيقة تحمل تاريخ 24 أب 1969 من أمين القدس روحي الخطيب وموجهة إلى رئيس الوزراء عن مدى هذا الاهتمام.

ويقول الخطيب في الكتاب، الذي يرفق معه قانون إسرائيلي للإشراف على المدارس إن هذا القانون يعتبر خطوة تمهيدية للإشراف على المدارس بالقدس ومناهجها، ويطلب من رئيس الوزراء الإطلاع عليه لإتخاذ المناسب.

وبقي الاهتمام الأردني بمدينة القدس في ذروته، وهذا ما يعبر عنه نص الكتاب التالي والذي يحمل تاريخ السادس من نيسان عام 1971 وهو موجه من وزير التربية والتعليم إسحق الفرحان إلى رئيس لجنة شؤون الضفة الغربية.

وجاء فيه : "اتخذت لجنة شؤون الضفة الغربية قراراً بصرف مبلغ 14750 ديناراً لمساعدة بعض مدارس القدس الأهلية التي تعلم المناهج الأردنية".

"وقد قامت صحيفة الدستور بنتشر هذا الخبر في عددها الصادر يوم 30 /3/1971 كما أذاعته هيئة الاذاعة البريطانية من محطة لندن في نشرة الساعة الحادية عشرة من مساء اليوم نفسه..ولا يخفى أن نشر هذه الأنباء في الصحف المحلية من محاذير بالنسبة لأصحاب هذه المدارس وغيرهم من المشتغلين بشؤون التعليم في القدس، مما قد يعرضهم للأذى م نجانب السلطات الاسرائيلية كما قد يؤدي إلى قيام السلطات بإغلاق هذه المدارس وفي ذلك الكثير من المخاطر".

ويطلب الوزير ألا تنشر أخبار دعم الأردن، لهذه المدارس حفاظاً على سلامة المواطنين في الأراضي المحتلة.

من بين الوثائق الأخرى، التي تطالعنا حين نبحث بين الوثائق، تعميم صادر عن وزير التربية والتعليم ذوقان الهنداوي في تاريخ السادس عشر من أيار عام 1970م.

وجاء في هذا التعميم، الذي حمل موضوع ذكرى القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي أنه "بمناسبة مرور 800 عام على وفاة منقذ القدس والديار المقدسة، أرسل إليكم صوراً للقائد صلاح الدين الأيوبي.

ويطلب التعميم توزيعها على المدارس الحكومية والخاصة بكل محافظة ولواء والإيعاز لمديري المدارس ومديراتها بوضعها في إطار لائق وتعليقها في مكان بارز يتناسب ومكانة هذا البطل من تاريخنا الإسلامي.

بعض وثائق تروي جانباً من رعاية الهاشميين للقدس ورموزها والتي بقيت موصولة إلى اليوم ..