"اعيدو لنا سوسن تفاحة وغالب الحديدي"
عروبة الحباشنة
08-12-2019 11:57 AM
بعد الاستنتاج الذاتي تبين أن الإعياء الذي يُرافق الأردنيين بالصباح هو نتيجة السُم الاعلامي الذي ينهش في صباحاتنا ويتوسد ذائقتنا ويشوش حاسة السمع وينخرُ حدقة العين لدى المُشاهد المكلوم!
ذات يوم التقيتُ بالصدفة في مبنى الاذاعه والتلفزيون الاعلامي العريق الراحل " د. عمر الخطيب" الشهير ببرنامجه " بنك المعلومات" حيثُ كان لهُ مُقابله عبر برنامجٍ صباحي، جلسنا في الانتظار، تحدث قائلاً : " إلي جاي مش بالحسبان وراية الإعلام في خطر"!
حقا...... لقد كانَ مُحق!
سباق الانحدار الاعلامي، ففي فضائياتنا الخاصه والرسميه رالي يتنافس بهِ كل طارئ على الساحة الاعلامية، وحينما تضغط على ازرار " الريموت" ويبتدأ المذيع بقلب الآيه فمن أين نأتِ ب" غالب الحديدي" حتى يُمنهجه على أُسس الخطاب الاعلامي الأردني الحقيقي!
وحينما تقلب القناة في صباحك العابس، وتأتيكَ الفارسه بلا سرج، لا تعلم من أين تبتدأ الاصغاء فلا مضمون ولا فكرة حتى النظرة التي كانت تُطمأنك وتُهديك الأمل طوال يومك لم تعد كما من قبل فإبرة البوتكس اللعينه تستحوذ على العيون والجفون فتلغيها، أنّ لنا بسوسن تفاحه تُعيد نزق الصباح برصانة الطله ومهابة الحديث وعمق اللغه وأنّ لنا بهذه النساء العظيمات أمثال لينا غريس، وزاهية عناب، وسمراء عبدالمجيد، وسلوى حداد، وليلى القطب، ورباح الروسان، وزهور الصعوب، ورغدة دبابنه، وسينثيا الاطرش وسمر العزيزي وغيرهنَّ من الزمن الجميل !!
علينا إعادة صياغة خطابنا و " أردنة إعلامنا "، فمازال صوت كل من " محمود الشاهد" و" شاكر حداد" يُحاكي الروح حينما يبتدىء البرنامج بعبارة " هُنا عمان" إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، بصوتٍ رخيم ونَفسٍ مُتناسق وبراعة في الحوار دون اية سقطه!!
باتت برامجنا تافهه، ضيوفنا عابريين، يأتون من خارج عبائتنا الأردنية، لا يشبهوننا مُطلقاً، نحتاج اليوم إلى ثوره اعلامية تُعيد تُراثنا الأردنيّ الكركيّ السلطيّ الربداويّ الرمثاويّ المادباويّ والمفرقاويّ وكل مايرتبط بأردننا لهجة وتراثاً وغناءً وحكايات، نحتاج اليوم لصوت ميسون الصناع وهي تُغني :
ياشوقي يالله انا وياك، عالغورِ نزرع بساتينِ، لزرع لشوقي ثلاث وردات واسقيهن من مية العينِ.
وسلوى العاص ترد : تخسى يا كوبان ما انت ولف الي ولفي شاري الموت لابس عسكري.
وسميرة توفيق تُغني : وش علمك بالمراجل يا ردي الحيل وش علمك بالمراجل والمشي بالليل.
أعيدوا لنا ماسلبتم من تلفزيوننا واذاعتنا، دعكم من صباحاتنا التي تتعكر بفضلكم ومساءاتنا التي تشوه بذوقكم، اعيدوا لنا اصلنا ولا تعبثوا بأصلكم.