الأردن منذ وجد على هذه الأرض ميزته معاندة التحديات ومواجهة الصعاب بحكمة وتأن وصبر, واجه هذا البلد قضايا تعجز عن مواجهتها أكبر الدول واقدرها مالا وعددا وكثير منها انهار، أقليم ملتهب وحائر بين القديم والجديد، لا الجديد يستجد بشيء يغير ما سبق ولا القديم ينهض بحاله لمواكبة تطورات العصر، من هنا ضاعت هذه الأمة ما بين العناد والتصلب والتحجر المبني على عقلية بعيدة عن هموم ومعاناة شعوبها ,هذا الربيع العربي كان أملا للتغيير والتطور وملاحقة ركب الحضارة لم يكن في مخيلة أي إنسان أن نزهق كل هذه الارواح وهدم هذه البلدان من اجل التعنت والتصلب والعناد , الوطن للكل الصغير والكبير المثقف وغير المثقف، من هنا رجعنا الى الوراء عشرات السنين وضاعت مقدرات هذه البلدان المليئة بالخيرات لقتل الإنسان العربي في بلده.
دخل الأردن ربيعه الخاص به، واستفاد من كل ما يحيط به من تغيرات هيكلية في بناء الدول المحيطة بنا، تعلم وهو يعرف جيدا بأن المواطن هو اساس البقاء للأوطان وتقدمها ورفعتها، بحث عن حاجات ومتطلبات مواطنه وذهب لها مباشرة , عدل دستوره وغير طريقة تناوله للقضايا والمشاكل واستحدث مفاهيم حكيمة لإدارة الشأن العام وكان محورها الإنسان الأردني، لم يخذله شعبه وتعاطى بحكمته المعهود مع هذه التغيرات وصبر ووعد بأن القادم هو الأفضل والأجدى.
لا نقلل من المعضلات التي تعصف بوطننا وصعوبة حال المواطن، لكن لابد من التوازن في طرح هذه الأبواب المفتوحة في الديوان الملكي واللقاءات المثمرة، والجهات الحكومية دليل قوي بأن الدولة بأكملها تسير نحو معرفة حاجة المواطن والسعي بكل ثقة نحو تذليل تلك المعيقات، فالحكومة تعمل وتسير نحو نهضة يحتاجها الوطن، كنا نتمنى أن تكون في زمن سابق للتقليل من صعوبة تنفيذ ما تطمح إليه من رؤى وافكار غايتها رفع سوية المواطن الأردني الذي كان على قدر المسؤولية وتحمل كثيرا لأجل أن يتخطى الأزمات الاقتصادية والخلل في إدارة الشأن العام وتراكم قضايا الفساد وزيادة حدة المديونية وأرقام البطالة والفقر وسوء تقديم الخدمة، نعم سعي يحمد عليه رئيس الوزراء ومن حوله من الطاقم الحكومي في تحدي الأفكار الانهزامية والمحبطة من قبل البعض، حكومة النهضة تقدم دورها وإن كان البعض يطالب باكتمال النهضة خلال أشهر.
هذه الحزم التي تناولها المواطن مقنعة، وإن كان يحتاج للكثير لكننا أمام وطن مثقل بالديون والصعاب نتيجة أقليم للآن غبار المعارك يحوم فوقه، هذا الغبار وصل لنا ونحاول بكل جديدة تنقية الاجواء منه والوصول إلى سماء صافية بفضل حكم رشيد مبني على النزاهة والعدالة والشفافية والمشاركة لبناء وطن نحتاج لكل ذرة تراب لصموده وتقدمه.
الرأي