مجتمعات المنطقة ومراكز صناعة القرار
د. حازم قشوع
07-12-2019 01:13 AM
تقول كتب المعرفة ان مناهج التفكير ثلاث، تعلم ماهيتها من طبيعة التحدث، وتستطيع ان تميز شخوصها من مواضيع الحديث، فهناك من يتكلم في الامور الشخصية التي ينهمك البعض فى الدخول فيها بطريقة مسلية غير مفيدة لذا يسمى اهل مجالسها باصحاب التفكير السطحي وهنالك من يتكلم عن الاحداث وينهمك فى سرد الاثارة التي تصاحبها وهم اهل مجالس التفكير الوصفي، وهنالك قلة تتحدث عن الافكار وهم اهل فكر واصحاب واصحاب معرفة، فان لم تكن منهم فاحرص على مجالستهم، فان فى مجالس اهل الفكر فائدة، يستفاد منها ومنها تنطلق وتطلق العنان للابتكار والإبداع، فان فى معرفة ماهية الحدث لشجون، والبحث في مآلات الحدث لفضول، والوصول الى كيفية الحل هو العلم الموصل للحكمة، فان تبدلت المركز تغيرت النتائج وحملت انعكاسات على صعيد النتائج.
صحيح ان رواد الغيبة والنميمة هم غث العموم واصحاب الفضول وهواة الوقوف على الاحداث هم كثر، واهل المعرفة هم فئة قليلة لكنهم السادة القادرون على الافادة وتقديم النصح والتاثير على مجريات الاحداث اما بصناعة حدث او بصيانة اتخاذ قرار، فان تم خلط خلطة المجتمع وتبدلت معها التقديرات المعرفية وعناوين مراكز القرار، وبدأ شكل المجتمع يتشكل وفق نموذج ظاهره المضمون وباطنه الصورة ويقوم على قراره ما لا يجب ان يكونوا فى باطنه ويشكل صورته ما كان يجب ان يشكلون رباط عقده، حملت نتائج ذلك ضياع البوصلة وتفهم العامة، وبات مركزه فى اطاره، واطاره يقود نمط دورانه وكانت قاعدته في الاعلى وراس تاثيره فى الادنى، وتكون مالاته تشكيل مراكز فرعية جديدة بعناوين وانظمة جديدة.
فاذا كانت مجتمعات المنطقة يراد لها ذلك، فان البيئة يبدو انها باتت ملائمة لاجراء هذه التطبيقات التي تسعى لتشكيل هويات فرعية مبنية على اثنيات مناطقية او مشكلة حول مذهبيات طائفية، هذا لان مركز المجتمع الناظم بات ضعيف التاثير خصوصا على اطار دائرتها القصوى، حيث بات يمكن ايجاد تشكيلات ديموغرافية مناطقية وتشكيل جغرافيا سياسية جديدة العنوان وحديثة التكوين وهذا سيؤدي الى ادخال المنطقة فى مرحلة جديدة بشكلها ومضمونها كما فى طبيعة المنشأ والتكوين.
فهل استكانت المنطقة الى قدرها واخذت بتبديل ثوبها وتستعد لتغيير هويتها، وهل سئمت شعوب المنطقة مناخات المد الجزر واجواء الانتظار التى طال امدها، حتى باتت شعوب المنطقة تبحث عن مخلص او عن خلاص، فاذا كانت المخلص لم يكتشف بعد فان باب الخلاص بكل ما فيه هو المطروح فقط، وهى النتيجة المراد تحقيقها والوصول اليها عبر اسقاطات هذه الحالة.(الدستور)