جامعاتنا والبطالة .. والكنوز الأربعة
أ. د. مجلي محيلان
06-12-2019 12:26 AM
مشكلة البطالة هي المشكلة الأهم التي تواجه الأردن اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا، وقاعدتها الأساس هي الفئة الأهم إنتاجا في المجتمع وهم الشباب، ولا سيما خريجو الجامعات.
معلوم أنه عندما تؤسس أي جامعة لا بدّ من أن يكون لتأسيسها حاجة ولها رؤية, وهكذا أُسست جامعاتنا لحاجة لها وبرؤى واضحة سواء تقنية أو تطبيقية أو عسكرية أو تكنولوجية أو تراثية توعوية أو نحوها.
وإن التعامل الإيجابي للجامعة مع الأمور التالية يؤدي إلى تميز وابداع خريجيها، والتنافس على تشغيلهم واستقطابهم:
• التزام الجامعات بالحاجة التي أسست من أجلها وبرؤيتها وأهدافها.
• عدم حل مشكلة الجامعات المالية من خلال عمل برامج موازية ودولية هدفها تحقيق إيرادات للجامعة, دون الاهتمام بالنوعية الكفْء.
• الحد من فتح البرامج المتشابه بين الجامعات المختلفة حتى لا تصير الجامعات نسخا من بعضها بعضا.
• التسهيل الإداري للجامعات لاستحداث برامج جديدة ريادية وإبداعية ومبتكرة.
• وجود آلية واضحة لتحديد جوانب الإبداع عند الطلبة.
• المتابعة المستمرة من خلال الدراسات أو البرامج لتحديد احتياجات سوق العمل وتوجيه الطلبة إليها.
• الشراكة الحقيقية بين قطاع التعليم وسوق العمل والمجتمع بمؤسساته كافة.
• التعاون والشراكة بين جامعات القطاع العام.
• التعاون والشراكة بين جامعات القطاع العام والقطاع الخاص.
• التعاون والتشبيك والاندماج والشراكة والتكامل بين جامعات القطاع العام وجامعات القطاع الخاص والشركات محليا وعالميا.
• دعم وتحفيز الأقسام والمراكز والكليات والجامعات القائمة على التعاون والشراكة المشار إليها آنفا.
إن تنافس جامعاتنا على التقدم في تصانيف عالمية معروفة شيء جميل وضروري, لكنّ الأجمل أن يبدأ تطبيق تصنيف جامعي محلي يراعى فيه:
• التزام الجامعة برؤيتها وأهدافها.
• التزام الجامعة بالحاجة التي دعت لتأسسيها.
• دور الجامعة التنموي الوطني والمحلي.
• نِسب العاملين من خريجي الجامعة ونِسب البطالة.
• التزام الجامعة بقواعد الاعتماد للبرامج وأعضاء هيئة التدريس.
فإذا لعب هذا التصنيف المحلي وبعناصره المذكوره دورا في نسب التحفييز أو الدعم الحكومي للجامعات, فان ذلك سيزيد من الاهتمام به وبمختلف مكوناته وبالتالي زيادة نسب التشغيل للخريحين.
وهنا يحضرني وادي السيلكون (Silicon Valley) في كاليفورنيا, وهو أهم مكان في العالم لتكنولوجيا المعلومات, تأتي شركات تكنولوجيا المعلومات وغيرها إلى جامعة ستانفوردStanford University)) كل عام للتعاقد مع الطلاب من مختلف الكليات والمراكز سواء التكنولوجية أوالهندسية أو الاقتصادية أو البيولوجية وهم ما يزالون على مقاعد الدراسة, وذلك لأن هنالك شراكة مسبقة بين هذه الشركات وجامعة ستانفورد في عمل وتصميم البرامج والمراكز البحثية والأبحاث, لا بل فإن شركات ومؤسسات تستقطب وتدعم ماليا طلابا أو باحثين (Scholars) في هذه الجامعة للعمل في هذه الشركات أو المؤسسات لاحقا لتحقق التطوير والمنفعة المتبادلة. إن الشراكة بين جامعة ستانفورد وهذه الشركات هي التي جعل وادي السيلكون من أشهر مناطق العالم وأهمها وأغناها.
نعم أذا أخذنا كل ما ذكر سابقا بمجمله وتفصيلاته بجدية وعملية؛ فأنه سيؤدي إلى ظهور جامعات ومعاهد ومراكز مميزة ومتخصصة وتنموية في الأردن تتعامل مع كنوز الأردن الأربعة، ألا وهي:
• الكنز الأول- الزراعة الموسمية في الأغوار.
• الكنز الثاني- السياحة والسياحة العلاجية.
• الكنز الثالث- الفوسفات والموارد الطبيعية.
• الكنز الرابع- الطاقة المتجددة.
إن البطالة عدو الشباب الأول..... فلنحاربه من بيوت العلم والبحث العلمي وبالعمل الفوري.
وإنه لأمر مهم جدا وحيوي أن تتحول بعض جامعاتنا في المستقبل القريب سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص إلى أسلحة في وجه البطالة, ومؤسسات للتنمية والإبداع والريادة والتطوير.......
نعم...المكان الأجدر للتحول...والمكان الانسب له.... والمكان الاول له ... هو الجامعات.
فهل سنرى نتيجة هذه التحولات... حقيقة تنموية !!!؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سنرى يوما قريبا ستكون به :
• جامعة غور الأردن الزراعية: رؤيتها وهدفها ثورة بيضاء للتنمية والعمل والزراعة في غور الأردن.
• جامعة الأردن للسياحة والسياحة العلاجية: وهدفها ورؤيتها أن تكون الأردن أولا في هذا المجال.
• جامعة الأردن للفوسفات والموارد الطبيعية: وهدفها ورؤيتها استثمار هذا الكنز في التطوير الزراعي واستخراج الكعكة الصفراء واليورانيوم.
• جامعة الطاقة المتجددة: وهدفها ورؤيتها استثمار الطاقة المتجددة في خارطة الطاقة الأردنية.
وخلاصة قولي: فإن أول كل تغيير رؤيا (حلم) .....
شبابا ومواردنا البشرية قادرون.....
سنغافورة وكوريا الجنوبية....نجحت...
وسننجح إن أردنا....
ونحن نريد .....
فلنبدأ الآن.
* كلية الطب – الجامعة الأردنية
الرأي