في دلالات مشاركة الملك شباب متطوعين
محمد يونس العبادي
05-12-2019 09:23 PM
إن المتتبع لمشاركة جلالة الملك عبدالله مجموعة من الشباب المتطوعين ومن ضمنهم عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة بأعمال صيانة مدرسة الحلابات الشرقي الثانوية للبنين بمنطقة الحلابات في محافظة الزرقاء يقرأ دلالات عدة.
وأبرز هذه الدلالات هو اختيار المكان، والذي جاء في منطقة بعيدة نسبياً عن المركز بعمّان حيث أن المتطوعين قاموا في هذه الاعمال بمدرسة تخدم منطقة بحاجة إلى تسليط الضوء عليها، أي أن هذه الأماكن والمناطق النائية هي ذات أولوية اليوم سواء في عمل الحكومة الرسمي أم في المبادرات التطوعية التي يجب أن تكون ذات مضامين وليس عناوين وحسب.
كما أن مشاركة جلالة الملك للشباب هي رسالة أخرى تعبر عن حجم ثقة جلالة الملك بالشباب ومقدرتهم وما يمتلكون من رؤىً هي باتت بحاجة اليوم للإبراز وإلى أن تأخذ دورها في المجتمع الأردني والمتغيرات التي يشهدها حيث تحاول مجموعات شبابية التعبير عن ذاتها ولا تجد معيناّ لها.
وهذه المشاركة الملكية تأتي في وقت أحوج ما نكون فيه إلى التعاضد في وطننا والالتفاف حول الشرعية الحقة الموصولة وضرورة أن يعي الشباب ماذا تعنيه هذه الشرعية الهاشمية، والتي تولدت عبر مدار قرون مضت إثر الأدوار التي أنيطت بالعائلة الهاشمية في قيادة الأمة العربية والاسلامية والتعبير عن وجدانها في لحظات مفصلية، وأصدق تعبير عنها مواقف الهاشميين تجاه فلسطين والقدس.
ومن بين أبرز المرويات التاريخية عن هذه الشرعية الموصولة أن اسم "هاشم" كونه هشم الثريد (الخبز) لقومه وكان اسمه عمرو.
ومشاركة جلالة الملك للشباب للمتطوعين وبعفوية وتلقائية تعرب عن مشاركة الهاشميين للناس دوماً ووقوفهم إلى جانب أعمال الخير منها، وقيادتهم لعناوين منفعة الناس دوماً وخيرهم.
إن هذه المشاركة الملكية والأنشطة الملكية دوماً ما حملت رسائل ودلالات عنوانها خدمة الوطن والسعي إلى جانب الإعمار، بعيداً عن الضوابط الرسمية.
كما أن هذه المشاركة الملكية تأتي في سياق الاحتفال بيومٍ عالميٍ للتطوع يحتفل العالم به، وتأتي المشاركة الأردنية على أعلى المستويات لتأكيد هاشمي معتاد على دور الأردن في العالم كبلد ريادي يؤمن بمستقبله ومستقبل أجياله الحاضرة، ومقدرتهم على التغيير والتعبير عن ذاتهم.
وأخيراً، حمى الله وطننا الهاشمي، ودامت سواعد الخير عامرة في أردن النخوة.