يا أُردنْ يِسعدْ مَساك، يا وطنَ الأحرارَ مِن يَمينكَ لِيُسراك
عَرِفناك أطفالاً وكَبِرنا مَعاك، وكَبِرْتَ وكِبْرَتْ عَزيمَتُنا وَياك
قدْ أحْببناك وبايعناك وعلى الحِلوة والمُرّة كُنّا دائِما معاك
تَغَزلَ فيكَ الشُعراءْ واصِفِين هَواك وسَماك وصَيفك وشِتاك
مُستأسدٌ لِتَحريرِ أسراك دُونَ كللٍ أو ملل، ربُّ ألعِزة يِحماك
دِمائُنا تَرخَصُ لِعُلاك، وكَوكبةَ شُهداء الواجبْ رَحلوا فِداك
قَلبُنا نابضٌ لِنلُقاك، ولكَ مِنا الهِمَمَ وسواعِدُ ألعزمِ لِدَحرِ عٍداك
نُحِبكَ ونَطوقُ لِرِضاكْ ونَعشقُ النجوم المُتلألأة في سَماك
قالوا لنا الغُربة مَسراك، ويا ليتنا كُّنا في حَالةِ وَعْيٍ وإدراك
ذُقنا طَعمَ المُرّ والذُل والهَلاكْ، فيا بُني إيّاك الغُرْبَةَ فإيّاك
اعتقدنا الغِنى في الغُربة وطن، فخابَ الظَنُّ فالغِنى غِناكْ
الحياة عِلّة ومَذلة بِبُعداك، وحَنينُنا لكَ جُلُّ قهرٌ وذُلٌ وإرباك
بالحنينِ والأنينِ والدُعاء، وأطنانٍ من الشوقٍ قد غَمَرناك
القلبُ مُتيّمٌ لِنسمةٍ من هواك، فأنتَ الدُنْيا والدُنْيا هي دُنْياكْ
تَحَملتنا سُكارى لِننساك، استَفَقنا على حُبكْ وعَطْفكْ ودَفاكْْ
وتبقى كَبيرٌ حتى بعُسراك، فَكيف لنا يا وطن العزةِ أن نَنساكْ
كُنتَ عِزْوَتنا هُنا وهُناك، يا فَخْرَ الهوية والجِنسية وياحَيّاك
سَامحْ يا وَطنْ كُل مَن اذاك، لا نُريدُ غير رِضى الله ورِضاك
عائدونَ يا وطنْ إلى دُنْياك، لِنستنشقَ هواك ونَتَجَرّع دَواكْ
غَانِماً سَالماً نَودُ أن نَراك، ونَطوقُ دائماً لنَلقاكَ ونَعودُ لنُصراك
ياحامِلُ سَاريةَ العلمْ بِيُمناك، اجعلها شامِخَة تُلامِسُ سَماكْ
أُردُننا الله يِحْماكْ ويِرعاكْ ويْسَدْدْ على طَريقُ الخيرِ خُطاكْ