يوم الملكية الفكرية العربي
عمر كلاب
07-12-2009 05:41 AM
طريف هو المشهد العربي ، والاطرف ما يستحدث من ايام واحتفالات تفيض عن مقدرة ايام السنة على الاحتمال ، فما من مناسبة عالمية الا ويشارك فيها العالم العربي بصفته ودوره او يطور الفكرة ويعرّبها لتصبح يوما عربيا للبيئة والمعلم والطالب والشجرة واخيرا للملكية الفكرية ، وعلى شدة اهمية الايام الا ان شكل الاحتفال فيها طريف الى ابعد حدود السوداوية ، او الكوميديا المبكية.
نحتفل في يوم الشجرة بغرس الاف الاشجار وسرعان ما تقطع وزارة المياه او البلدية المياه عن الفسائل بحجة حاجتنا لمياه الشرب ، ويزور احد الوزراء ومساعدوه موقع الاحتفال بسيارات الدفع الرباعي المؤذية للبيئة وقبلها تمر البلدوزرات لتعبيد الشارع وتغلي الزفتة.
نضع المعلم تحت الضغط طوال العام ونستأذنه ان نحتفل معه بيوم واحد في السنة ، ونترك باقي الايام ، يوم عليه ويوم لهم ، نترك الطالب يجول طوال العام في المدرسة كمستثمر اجنبي له كل التسهيلات والدلع ثم نطالبه بخط جميل وعلامات مميزة وتخصص نادر في الجامعة.
وكذلك يوم الملكية الفكرية العربي الذي نحتفل به اليوم ، على شدة اهميته ، فهو يوم زائد وغير ضروري ، فعلماء الوطن العربي فازوا بجوائز نوبل بوصفهم علماء امريكيين او غربيين ، ونسبة العقول المهاجرة في الوطن العربي تفوق اعداد الطيور في موسم الهجرة واحلام المخترعين العرب تنصب كلها في هجرة او منفى طوعي او فيزا في اسوأ الاحوال.
نطالب بحماية الملكية الفكرية في بلد نام ، لا يقدر اهله على شراء المنتجات الاصلية الغالية الثمن ومعنى الالتزام الحرفي بالملكية هو جهالة مجتمعية بالعلوم والتكنولوجيا ، في حين نغض الطرف عن الاف النسخ المقلدة من الافلام والمسلسلات الهابطة ، ونطارد من يحاول توزيع نسخة جيدة من برنامج علمي او برنامج تقني.
لا يستطيع المخترع الاردني او العربي تسجيل براءة اختراع ولا يوجد من يساعده على ذلك ومع ذلك نحتفل بيوم خاص وحصري بالملكية الفكرية ، اليس هذا مضحكا.
omarkallab@yahoo.com
الدستور