مررت من الشارع المعروف لدى الاوساط الطبيه شارع الخالدي الذي كان يعج بالمرضى العرب من شتى الجنسيات ، وإذا به يخلو تماماً من أي زائر .. وكأننا في (منع تجول ) فأصبت بالاسى والحزن على ما صار عليه الحال .. وجلست أفكر كيف آلت الامور لمثل هذا الحال .. والحقيقه المره اننا لم نحافظ على ما وصلنا اليه ورددت قول والدة ابو عبدالله الصغير حينما غادر قصر الحمراء أبكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال .
ولنضع النقاط على الحروف وندرس اسباب هذه المشكله :
أولاً : لم تكن هنالك جهه رقابيه على فاتوره المريض أي بمعنى المستشفى يصدر فاتوره وما على المريض او الجهه المرسله الا ان تدفع ، ولسوء الحظ إدارة المستشفيات ليس لها اي رقابه على اتعاب الطبيب التي تكون فيها مبالغه جداً احياناً ثم المستشفى له الحق بزيادة 40% على الفاتوره الاجماليه وهذه الزياده وضعت بدون مبرر..
ثانياً : كان هنالك عدم توعيه بأهمية السياحه العلاجيه فتم استغلال المريض من قبل بعض الاطراف الغير طبيه مثل ( المطاعم – التاكسي – الشقق المفروشه)
ثالثاً : كان هنالك استغلال للمريض في المجال الطبي نفسه في بعض عيادات الاشعه وعيادات الاختصاص والمختبرات الخ...
رابعاً : المريض إذا جاء للطبيب شخصياً ، فكان الطبيب يقاوله ( مقاوله ) على العمليه كامله وليس على اتعابه فقط بحيث يفاصل الطبيب المستشفيات المنتشره إيهما يعطي سعر أفضل حتى يحصل الطبيب على أعلى مبلغ يمكن من المقاوله لجيب الطبيب والمفروض الخصم يعود لصالح المريض .
لا شك أن النتائج الطبيه كانت جيده جداً ولكن الفاتوره الطبيه باهظه بالمقارنه مع تونس ومصر وتركيا ، وحينما جاءت الضربه القاضيه من الجنسيات المقيده واتجهت حينها وفود المرضى العرب الى تركيا والهند ومصر وتونس وجدو هنالك فرق في المعامله والفاتوره.
ولدى مناقشة تخفيض قيم الفاتوره مع بعض اصحاب المستشفيات كان الجواب ان الكلفه على المستشفيات باهظه جداً فالطاقه إسعار الكهرباء تستنزف 30% تقريباً من الدخل .. والفائده البنكيه تستنزف حوالي 25 % من الدخل والضمان الاجتماعي يستنزف حوالي 25 % من الدخل وهكذا حتى يصبح الدخل بالماينص .. فقلنا هذا غير مبرر لزيادة الفاتوره وهكذا كانت النتيجه .. الدوله تشارك بنسبه كبيره في ما آل اليه هذا القطاع ولم توليه الاهميه الا بعد فوات الاوان.
وحتى نعود الى ما كنا عليه ولو بنسبة النصف فلا بد من وجود جهه ثالثه للمراقبه وعليها و التسويق ومتابعة الفواتير ومتابعة المريض حين دخوله الاردن ودخوله المستشفى او مراجعة العيادت الخاصه او حتى قبل دخوله الاردن لتسهيل الاجراءات الحكوميه في بعثاتنا الدبلوماسيه واعادة الثقه مع المواطنين العرب .
السؤال المهم : جرحى اليمن – جرحى ليبيا – جرحى العراق – جرحى سوريا اين يذهبون .... أنهم يذهبون الى جهات معروفه ويدفعون فوراً وبدون مراره وعذاب كما ولازلنا نعاني من الديون الليبيه وعدم سدادها.