العيد الوطني لأي دولة , لا يعني مجرة مناسبة وجبت الاظهار والمراسم البرتكولية , ولا تعني يوما مشهود في عمر الدولة , او يوما قال فيه الشعب قولته , بل يوم مشهود يسجل في عبق تاريخ الشعوب والبناء السياسي للدولة , أنه تعبير في ذاكرة الزمن عن حجم الانجاز والتضحيات والبناء والعطاء الذي يقدمه الشعب , أنه رمز من رموز العزة الذي يبقى في ذاكرة الوطن ما دامت صامدة عبر عقود الزمان , انها ثورة على التخلف والضعف والضعفاء , وعلى الكيانات الهشة الكرتونية التي لا تقوى الصمود في العواصف العاتية . .
لا ننكر ولا يجوز لأحد أن ينكر حجم التقدم والتطور الذي حققته دولة الامارات العربية وعلى الصعد كافة, فالنظام الاماراتي التفت منذ البداية الى مجموعة ثوابت اساسية اهمها تنمية وتطوير البلاد وتوجيه الدخل لبناء الدولة الحديثة بكوادرها وانظمتها وتكنلوجياتها وسخر جهده وأهتمامه على بناء الدولة بمقومات الحداثة ، غير معتمدا على عائدات النفط ومدخلاته .
الامارات وهي تحتفل بيومها الوطني الثامن والاربعين انما اعلنت نفسها درة بين الدول العربية كافة وهي تنهض من بين الرمل الحارق لتنشأ دولة اثبتت وجودها وشعبا يكفي ان نقول انه من اعز الشعوب العربية بادبه وتواضعة وحبه لأمته .
بالامس وفي احتفالية السفارة بهذه المناسبة جسد اعضاء السفارة معاني الاماراتيين بالبساطة وحسن الضيافة والتفاعل مع الناس والاخوة التي شعرناها جميعا من كل عضو في السفارة فكنا نصفق للعلم الاماراتي كما نصفق للعلم الاردني وللقيادة الاماراتية كما هو الحال للاردنية. وكم أثر بنا ذلك الفلم الذي جمع لقاءات الملك مع ولي عهد الامارات والكلمات الحميمية التي قالها الملك لولي العهد الاماراتي والجنود الاردنيون من حوله , " فالاردن مع الامارات , وأي موقف يصيب الامارات ستجدوننا معكم ومن اجلكم " . جموع الاردنيين من مختلف الاوساط الشعبية والرسمية جاءت ليس لتأدية واجب برتكولي، بل لتعبر عن واجبها الداخلي لأن تحتفل بما يحتفل الاماراتيون , وتحيي هذه المناسبة بمثل ما يفعل الاماراتيون .
امسية الامس التي اختلطت بها مشاعر السعادة بين الاردنيين والاماراتيين بين عامة الشعب والمسؤولين المدنيين والعسكريين كانت قد امتلأت بروح البساطة والكرامة بعيد عن مظاهر البذخ والتفريط والمبالغة , فاساس احترام الضيف هي معاني الاستقبال، و ليس المبالغات التي تخرج الامور عن نصابها . وتضعها في قوالب الاستعراض . حيث عبر سعادة السفير الاماراتي بعمان وبكلمة معبرة وشاملة عن الدفيء المتميز في العلاقة الاردنية الاماراتية , في الوقت الذي كان لدعوته الشخصيات الاردنية وسفراء الدول الى المنصة ، لفتة طيبة عكست رغبة التعاون والتفاعل والاحترام .
اعجبني اصرار الشخصيات الاردنية ورغم خروجها من المواقع الحكومية اصرارها على مشاركتها الاشقاء والاصدقاء مناسباتهم ,فقد تعوت أن ارى دولة الروابده، وطاهر المصري, وصالح رشيدات وغيرهم وغيرهم بينما تعودت أن ارى فيصل الفايز دائم الحضور وقائد الجيش الحالي ورئيس الديوان الملكي وغيرهم . لكن الاجمل من كل هذا الكم الكبير من ابناء الوطن ومن مختلف الاوساط والقطاعات ، كانت القاعة شبه ملتقى للسلام والمحبة والاخوة والتقارب .
نحيي الامارات ونتمنى لها دوام التقدم والنجاح وكل عام والشعب والنظام الاماراتي بخير .