facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الهاشميون .. سادوا بشرافة النسب وقوة التسامح


شحاده أبو بقر
02-12-2019 10:22 AM

بغير سمو الحرف مبنى ومعنى ، يغدو الكلام مجرد " هذربة "، غثاء كغثاء السيل ، فللحرف شرف ، وللكلمة أيضا شرف ، والشرف تجسده قيم الترفع عن الصغار والصغائر ، والإرتقاء بالفكر والتفكر والفكرة معا ، إلى حيث الذرى ، وصولا بالكلمة نضجا لإعطاء أشهى الثمر ، ومن أكسبه الله شرافة الحرف والكلمة طبعا وتطبعا وسلوكا ، ساد حتما ، إن لم يكن على القوم ، فعلى نفسه هو بالضرورة ، مرتقيا بها إلى كل ما يسعدها دينا ودنيا ، وعبر ميزتين لا حاجة بهما لثالثة أبدا ، وهما ، شرافة النسب الصالح أولا ، ثم ، القوة في إتخاذ شيمة التسامح منهجا في التعامل مع الآخر .

وللدلالة على وجاهة ما نقول بين يدي واحد أحد لا نبغي سوى رضاه جل جلاله دون سائر خلقه ، نستحضر نفحات من سيرة الهاشميين عبر التاريخ قبل وبعد رسالة المصطفى منهم ومن سائر الخلق ، محمد صلى الله عليه وسلم ، ونقرأ بأمانة ، سيرته الشريفة التي لم تمنعه من الإعتزاز بنسبه إذ يقول في لحظة شدة ( أنا النبي لا كذب ، أنا إبن عبد المطلب ) . وهذه تكفي .

ونقرأ أيضا ، أنه صلوات الله وسلامه عليه ، وبينما كان مهاجرا مطاردا لا حول له ولا قوة إلا بالله ، يعد " سراقة " وقد لحق به مستميتا في طلبه طمعا بالجائزة التي أعلنها عتاة الكفر من قريش آنذاك لمن يأتي بمحمد ، بسواري كسرى عظيم الفرس في حينه ، وقد كان ما وعد به صلى الله عليه وسلم ، في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه .

ونقرأ في سيرته الشريفة كذلك عند فتح مكة ، كيف قد صفح وتسامح وعفا عمن عذبوه وهجروه وحاربوه وفعلوا من السوء بحقه ما يعجز عنه الوصف ، إذ يسألهم وقد تم له الفتح المبين قائلا " ماذا تظنون أني فاعل بكم ! ، فيجيبون ذلا وضعفا قائلين ، أخ كريم وإبن أخ كريم " فيرد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم قائلا " إذهبوا فأنتم الطلقاء " ، وعفا الله عما سلف .

ونقرأ من سيرة طويلة عطرة لا مجال لعرض الكثير الكثير منها ، كيف عفا وتسامح وصفح عن قتل رأس الفتنة في المدينة المنورة عبدالله إبن سلول عندما أشار الصحابة الأجلاء بقتله ، وهو مروج حديث الإفك وعدو رسول الله الظاهر والمتخفي والقائل " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " ، فقد رفض الرسول الكريم قتله حتى عندما عرض ولده أن يقتله هو بنفسه ، ليقول ، لا لن أسمح بقتله ، كي لا يقال بين العرب ، أن محمدا يقتل أصحابه .

ونقرأ ونقرأ ونقرأ ، وملخص ما نقرأ ، أن محمدا العربي القرشي الهاشمي صلى الله عليه وسلم ، أرسله الله رحمة للعالمين ، يقيم حدود الله ، ويعفو ويصفح عما تعلق به هو من شؤون ، وبقوة التسامح الذي لا يعرف حدودا ، إمتلك قلوب الأعداء قبل الأقارب والأصدقاء ، وهي قيمة وسجية وشيمة توارثها أهل بيته من بعده ، جيلا إثر جيل ، فبشرافة النسب المحمدي ، وبقوة التسامح ، ساد الهاشميون بين العرب ، برغم ندرة المورد وشح المال وحتى شظف العيش .

وظلت قوة الهاشميين معنوية لا مادية ، عدتها الإعتزاز بالنسب الشريف أولا ، ثم بالقدرة الفائقة على العفو والتسامح مع كل من أساء إليهم ، بحيث جعلوا من كارهيهم ، محبين ، ومن حاسديهم ، مؤيدين ومناصرين ، ومن المتآمرين عليهم ، أعوانا مقربين ، وكل ذلك بالتسامح والصفح ، والترفع السامي عن رد الإساءة بمثلها ، فقد عاشوا حقيقة أنهم أبناء وأحفاد سيد الخلق رسول الرحمة والهدى والتسامح ، ولا بد لهم من أن يكونوا كذلك .

هذا هو " سلاح " الهاشميين الأقوى والأمضى في هذه الحياة الدنيا ، به ينالون وعن جدارة محبة الله جل جلاله، وهي الأهم ، ومحبة الناس وهذا مهم ، وبين ثنايا الأهم والمهم ، تتجلى الحياة في أزهى وأبهى صورها ومعانيها ، سعادة وطمأنينة وراحة بال ، وما هو المبتغى أكثر من ذلك في الحياة الدنيا ! ، وما هو المطلوب أيضا لحياة آخرة أكثر من ذلك أيضا ! .

إعتزاز بالنسب وإقتداء بسيرة الجد الأعظم ، مقرون بقوة التسامح مع القوم ، إلا أعداء الله وغاصبي الحقوق وظلمة العصور ، فهؤلاء لا تسامح معهم ، وفي ذلك حتما ، سعادة الدارين ، دنيا وآخرة ، مهما تجبرت المصاعب والمتاعب والتحديات، وكفى بالله وكيلا ، وهو وحده سبحانه ، من وراء قصدي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :