facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معوقات الحال التربوي واكراهات الواقع المفروض


فيصل تايه
02-12-2019 09:53 AM

ما يعانيه الحال التعليمي في الاردن من تحديات ومشكلات وتأزم ، وتراجعه إلى مرتبه غير متوقعة وفق تقارير دولية ، سيراً إلى منحنيات خطيرة تنذر بوجود أزمة حقيقية تجتاح نظامنا التعليمي على الرغم من التطور الذي شهدته المرافق التعليمية إلا أن هذا التراجع والتأزم يشعرنا بتزعزع الثقة في مؤسساتنا التعليمية التي يشهد لها الجميع بالقدرة والكفاءة العالية .

على كل المعنيين بالهم الوطني وخاصة واقع نظامنا التعليمي ، البدء الفوري بسلسة اجراءات من شأنها معالجة الوضع التعليمي برمته ، بالاستناد الى الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي ركزت على مجمل التحديات ووضعت خططا لمعالجتها سواء بمرحلة رياض الاطفال أو تدريب وتأهيل المعلمين أو نوعية التعليم ، بالاضافة الى قضايا العنف وغيرها ، فوجود اي خلل يحتاج الى الوقت الكافي لتداركه ، والوقوف على المشاكل للانطلاق إلى مستقبل واعد من خلال أيادي الأردنيين وجهودهم .

ان تفكيرنا يجب ان يكون خارج الصندوق بالاعتراف بجوانب الخلل او القصور والسعي لاستدراكها ، فذلك أمر مهم وموقف منطقي واقعي واضح يضع اليد على الجرح من اجل إجراء التقييم العلمي للعملية التعليمية برمتها ، بالاستعانة بكل الخبراء التربويين ، وضرورة مزامنة ذلك مع غربلة المناهج وتخصيص الميزانيات وتوجيهها لمختلف جوانب العملية التعليمية بشكل مؤثر ، والالتفات إلى واقعنا التربوي بمسؤولية كاملة من خلال اعترافنا الصريح بان العديد من مؤسساتنا التعليمية باتت تفرّخ نسبة كبيرة من الأجيال الفارغة التي لا تمتلك إلا المعلومات المجوفة التي لا سبيل إلى ترابطها ، وهذا يقودنا إلى مركزية التعليم في عملية التنمية الشاملة ، وفي الصميم منها الدور المحوري للمعلم كصانع للأجيال وحجر الزاوية في معادلة التنمية والتعليم .

يجب أن نعي أن الوقت يمر سريعا ومعه يتضح حجم التخبط الكارثي الذي كان متراكما عبر سنوات التوريث والترحيل للقضايا والمشكلات التربوية ، فقد توضحت الحقائق ، وآن لنا أن ندرك أن عجلة إصلاح التعليم يجب أن تسير بوتيرة تامة وبسرعة أكبر لإنقاذ مستقبل الأجيال وتصحيح المسار الذي لن يكون إلا بالتعليم المؤثر والجيد ، ما يحتاج إلى إعادة تقويم العملية التعليمية بشكل شمولي والعمل على تصنيف عناصرها وتحديد مستوى المدارس والمدراء والمعلمين والطلاب على حدٍ سواء ، إضافة إلى إيضاح المعايير الحقيقية الصحيحة التي تمكننا من المضي قدماً من أجل إصلاح الوسائل والخطط وتحسين المستويات ، ما يعطينا تصنيفاً حقيقيا وواقعياً واضحاً للمدارس يمكن أن نبني علية القدرة على تحديد مستويات تلك المدارس ، بل يفرض علينا استخدام معايير واضحة لتصبح أدوات إصلاح وتغيير لرفع مستوى أداءها وتحسين قدراتها ومخرجاتها التعليمية ، ولن يتم ذلك إلا على أيدي خبراء تربويين متمرسين قادرين على التقييم العلمي الحقيقي السليم .

إن ما وصلنا اليه يعود بالتأكيد إلى تردي مستوى مخرجات نظامنا التعليمي الناتج عن أخطاء جسيمة ارتكبت في تشخيص طبيعة المعضلات التي يعاني منها ، ما أوصلنا إلى ما اعتقدنا خطأ أنها حلول ، بينما هي في الواقع تعقيدات إضافية تسببت في تراجع مستوى التعليم لا في تحسنه ، ذلك ما يشير الى الخلل الذي كان واضحا في هياكل مؤسساتنا التعليمية إدارياً وتعليمياً ، وافتقارنا لبرامج رقابة عالية الكفاءة تضمن فاعلية التنفيذ ، فتكون النتيجة أن يزاد التعليم تراجعاً في الوقت الذي نظن فيه أننا نقوم بجهود لتطويره ، ومن ثم فقد ترتب على سوء تشخيص مشكلات نظامنا التعليمي عدم مناسبة الحلول التي وضعت للتعامل مع تلك المشكلات ، ما زادها تفاقماً بدلاً من أن تحل ، وما لم نتعامل مع هذه المشكلات بشجاعة وحزم فسنظل ندور في حلقة مفرغة يتراجع معها تأهيل مواردنا البشرية ونفشل في التأهل للمنافسة على المستوى العالمي .

كنا نذكر على الدوام ونحذر من أننا بحاجة ماسة إلى تطوير القدرات البشرية خاصة عند القيادات التربوية لأنها ما زالت تفتقر للمهارات الإدارية المتعلقة بكيفية اتخاذ القرارات المستندة على المعلومة وتعزيز مفاهيم الإدارة في التنظيم والمتابعة والتقييم ومن خلال وضع الخطط متنوعة المستوى الزمني مع ضرورة المتابعة المركزية للأداء المحلي فإن المهمة المركزية دعم اللامركزية والإشراف والمتابعة والتخطيط المركزي والنزول للتفقد والاطلاع عن كثب ، وكم ذكرنا بان الميدان يجب ان لا يسبق الوزارة في ذلك ؟

إننا بالفعل بحاجة ماسة لتنفيذ الأهداف والسياسات وتطبيقها والإعداد للمهنة ، واعتماد مؤسسات تربوية تدريبية معنية بإعداد وتدريب وتأهيل المعلمين ذات جودة وكفاءة عالية وتوسيع الشراكة مع الجهات ذات العلاقة ضمن برامج تربوية عصرية مع دراسة مستمرة لأثر التدريب وموائمته للواقع التعلمي داخل الغرف الصفية .. لان المعلم المؤهل تأهيلاً علمياً وتكنولوجياً عالياً هو مفتاح عملية التنمية الإنسانية الشاملة ، بل عامل مهم وحاسم في نجاح او فشل العملية التعليمية التربوية في أي مجتمع من المجتمعات النامية او المتقدمة ، لذلك فان علينا ان ندرك اننا امام تحديات معرفية وعلمية وتكنولوجية هائلة وضخمة اذا لم نستوعبها استيعاباً جيداً سنظل ندور في حلقات التلقين والحفظ.. ونكون بعيدين كل البعد عن مفاهيم العولمة والتوجه العلمي المبرمج، وثورة المعلومات والاتصالات.. ولذلك علينا الابتعاد عن السياسات العشوائية والارتجالية غير المدروسة ..

وأخيرا وان اطلت كثيرا .. فاني متفائل بشخص معالي الدكتور تيسير النعيمي وزير التربية والتعليم ، ابن هذا التكوين التربوي العتيد ، وعلى القيادة السياسية أن تأخذ بيده ، وان تتحمل أمانة الإصلاح والتغيير وأن تنظر باهتمام كبير وعميق إلى مؤسسات التعليم لأنها المدخل الوحيد إلى التغيير المرجو ، بل يجب ان توضع ضمن أوليات عملها وليس هنالك من مؤسسات تحتاج لإصلاح قبلها ، كما ويجب وضع كل الإمكانات والكفاءات والقدرات فيها والتعامل معها بخصوصية تامة لترسو إلى بر الأمان ، فتلك هي مهمة وطنية وأخلاقية وإنسانية سيحاسبنا التاريخ والأجيال عليها , ومن يدري ؟ لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .. وللحديث بقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :