أن يزور سمو ولي العهد الأمير حسين، دارة الشهيد وصفي التل في ذكرى استشهاده، مع جمع من الأردنيين هو حدث استثنائي، في سبيل وضع المزيد من الـتأكيد الأردني على الموقف الأردني الوطني الذي استشهد من أجله الراحل الكبير وصفي التل.
وان يُذكّر ولي العهد الحاضرين، بأن وصفي التل هو رجل الموقف الوطني، وشهيد الرأي الجريء والشخص المحبوب لدى الملك الراحل الباني الحسين بن طلال رحمه الله، وهو الشهيد المُقدّر عند جلالة الملك عبدالله الثاني، فهذا معناه أن ولي العهد الشاب يدرك أهمية المواقف التي كانت تصدر عنها آراء الشهيد وصفي التل الذي دفع روحه ثمنا لها.
في الحضور إلى دارة وصفي الشهيد، ووصفي البطل، ووصفي رائد التنمية، والجريء في القضايا الوطنية، رسالة للنخبة السياسية، في بلادنا، النخبة التي يجب أن تُذكر في التاريخ وتستحق التذكُر، النخبة التي تعمل لاجل وطنها ولا تعتبر الوظيفة الحكومية مجرد فرصة لتحسين الدخل.
فوصفي ترك إرثا قياديا صعب التجاوز، وهذا لا يعني إلا الحضور المشع في مسار الدولة وتاريخها، ووصفي لم يكن ابن الريف وابن الشمال، بل ابن الأردن الوفي المخلص لمهمة قضى من اجلها ودفع عمره في سبيلها.
كان وصفي نداً للفاسدين، كما توضح يوميات اكرم زعيتر، وكان لا يخفي مواقفه ولا يتوارى وراء الملك الراحل الحسين بن طلال، بل يحضر بكل جرأة وهيبة ولا يصمت في الموقف الوطني.
نعم انجز وصفي الكثير للبلد، بأن اورثنا روحا خالدة، وصورة بطل لا يغيب عن بيوتنا ولا عن ذاكرتنا، فمعه عمل أباؤنا، ومعه عشقوا تراب الوطن، ومعه آمنوا بمشروع الدولة، وانكروا ذاتهم، وفي المقابل كان هناك نخبة متنفعة من مواقعها وفاسدة.
نعم وصفي البطل، الذي لا يغيب عن ملك البلاد ولا عن ولي عهده، وهو المستحضر في كل أيامنا بمواقفه ومقولاته التي حفظتها الذاكرة الشعبية وتختزنها الوثائق.
نعم وثائق وصفي التل وزمنه ثرية وغنية بالتجربة الوطنية التي يجب ان يعاد بحثها ودراستها. وفي زيارة ولي العهد لدارة وصفي إشارة كبيرة لمعنى شخصية وصفي في التاريخ الوطني.