دور الاسلام في مستقبل الامم
د. خلف ياسين الزيود
01-12-2019 09:21 AM
لمن سيكون المستقبل في هذا العالم الذي يتأرجح ويتخبط بالاحداث والحروب والازمات والسيطرة الاقتصادية والمجاعة وغيرها,من الذي سيفوز بالنهاية واي دين سيسيطر على هذا الكوكب, الحاضر اليوم يدعونا الى تساؤلات كثيرة منها من هو الذي يقود البشرية ويسيطرعليها ويتحكم بعيشها وتعايشها والجواب واضح السيطرة اليوم للغرب وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية والحضارية والثقافية.
والسؤال الاخر فهل لهذه الحضارة الغربية بشرقها وغربها ضمانات الاستمرار؟, ما نراه يلوح بالافق ان هذه الحضارة وكأنها بدأت تضعف بالتدريج وبالمقابل الاسلام بدأ يأخذ دوراً اكبر في العدد البشري والزيادة ملحوظة, وحيث ان التطور والتفوق التكنولوجي والفكري للغرب لن يبقى كل الوقت هكذا فالمسلم يتعلم ويشارك وينافس ويعيش ويتعايش مع كل الغرب وفي كل الغرب وهذا سيؤدي الى التفوق وخصوصاً على المستوى الفكري حيث لغات التخاطب العالمي الفرنسية والانجليزية فأصبح المسلم ملماً بها بشكل لا يختلف عن الاصول وهذا أحد أهم وسائل انتشار الاسلام الى جانب تكنولوجيا التواصل الحديثة التي وضعت كل الديانات والمعتقدات والسلوك الاخلاقي للديانات أمام كل البشر فنجد أن الكثير اصبح يهرب مما هو فيه ولا يجد الاطمئنان النفسي والامان الروحي الا بالسلام. ومع أن التفوق العلمي والتكنولوجي والمادي للحضارة الغربية يجعل الانسان لا يفكر مطلقاً في معاداته ومقاومته لانه الان يبدو شكلاً مستحيلاً, لكن بالمقابل نجد ان هذه الحضارة يسيطر عليها الادمان والمخدرات والفراغ الروحي والذعر النفسي المسيطر على شبابه. وها هو الانسان الغربي يكتشف أن شعار الديمقراطية التي ترفعه الحضارة الغربية هو شعار زائف وكاذب ولا يحقق العدل والمساواة بدليل الاحداث التي يصنعها وينتجها بعض الغرب داخله وخارجه, فكم من زعيم أو رئيس دولة قتل بتدبير من الشركات العظمى التي يمتلكها السياسيون وكم منهم جاء بدعمهم ليقف على خدمتهم.
من هنا يأتي السؤال الاهم والتساؤل الاقوى لماذا التطرف والعنف والإرهاب في المنطقة العربية؟ حيث القتل والتدمير والتهجير وانهيار الدول، بينما لا نجد ذلك في أنحاء العالم الأخرى. حتى حين تقع حوادث في أوروبا نجد أنهم ينسبونها ويسببونها بعلاقة ما بالمنطقة الاسلامية والمسلمين.
أنا لا أذهب مطلقاً للإجابة التقليدية انها نظرية المؤامرة، وان العالم ضد العرب والإسلام، أو كما يقول البعض المخضرم أن الحكومة العالمية العميقة هي التي خططت لكل ما نراه من إنقسام وتطرف وإرهاب وفوضى في البلاد العربية. لكنني أقول أن هذا كله يجب أن يستفز العقل العربي السياسي والفكري والثقافي والإعلامي من هذه الاوهام ولوم الآخر. يجب ان يدرك الشعب العربي بثقة كاملة ومطلقة بأن السبب لكل من التطرف والعنف والإرهاب ولد وتقوى بسبب الفراغ الحضاري للشعب العربي فنرى البطالة والفقر والإهمال والتهميش، وعدم الاكتراث بتطويرالإنتاج الصناعي والزراعي والخدمي، وتراجع في التعليم والبحث العلمي, وها نحن نرى ان الكثير من دولنا ليس لديها اعتماد على الذات في معظم احتياجاتها.
الخلاصة هي العودة الى كل الاسباب التي استقام بها المسلمين سابقاً والتي هي اليوم مفقودة فالاسلام يدعو الى القوة والعزة والوحدة والعلم والأخذ بأسباب التقدم, فالمسلمين اليوم لا تنقصهم القوة البشرية ولا تنقصهم القوة المادية فهم يملكون مصادر ثروة طبيعية كثيرة ويكفي أنهم يمتلكون أعظم احتياطي للبترول في العالم ولكن ينقصهم أن يعيدوا اكتشاف انهم مسلمين.